عززت الولايات المتحدة تواجدها العسكري في أوروبا، والذي بدأ في الحرب العالمية الثانية، بإعلان بدء عمل حامية عسكرية في بولندا، الثلاثاء الماضي، ما يزيد عدد الحاميات العسكرية الأميركية إلى 8، فيما يتخطى عدد العسكريين الأميركيين 100 ألف منتشرين في معظم دول أوروبا.
وتوجد في ألمانيا 5 حاميات، مقابل واحدة في كل من إيطاليا وبلجيكا. وعلى عكس الاتجاه المتناقص لأعداد القوات الأميركية في أوروبا خلال العقود الماضية، أعادت واشنطن تعزيز قواتها منذ بداية العام الماضي، مع تصاعد الأزمة في أوكرانيا، والتي تطورت إلى الغزو الروسي في 24 شباط 2022.
بدأ التواجد العسكري الأميركي في أوروبا مع نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ نشرت نحو 300 ألف جندي عام 1945 معظمهم في ألمانيا، وزاد العدد إلى نحو 450 ألفاً عام 1957 مع احتدام الحرب الباردة، وفق القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا "إيوكوم" (EUCOM).
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن سجلات وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" إفادتها بأن عدد القوات الأميركية في أوروبا عام 1991، الذي شهد تفكك الاتحاد السوفيتي، كان نحو 305 آلاف جندي، بينهم 224 ألف جندي في ألمانيا وحدها، وانخفض العدد حتى وصل إلى أكثر من 100 ألف عام 2005 ثم 64 ألفاً في عام 2020. وشهد موقف التواجد العسكري الأميركي في القارة الأوروبية تحولاً كبيراً، من عزم إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب سحب آلاف الجنوب من ألمانيا عام 2020، إلى وقف إدارة جو بايدن القرار في العام التالي قبل تنفيذه واتجاهه إلى تعزيز حضور الجيش الأميركي في القارة الأوروبية. تعزيز الحضور منذ أن بدأ الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية في تشرين الأول 2021، نشرت الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو" الأخرى، آلاف القوات لتعزيز دول الجناح الشرقي للحلف، مثل بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وبلغاريا ورومانيا، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.
ويبلغ تعداد القوات الأميركية في أوروبا حالياً حوالي 100 ألف عسكري، ارتفاعاً من نحو 80 ألفاً في يناير 2022، قبل أسابيع من الغزو الروسي لأوكرانيا. ويشمل ذلك العدد نحو 39 ألف جندي في ألمانيا التي تضم العدد الأكبر من القوات الأميركية، وتليها إيطاليا بـ12 ألف جندي أميركي، ثم بريطانيا 10 آلاف جندي، وفي بولندا أكثر من 10 آلاف جندي، في حين ينتشر في إسبانيا 2500 جندي أميركي. وإلى جانب الدول الأعضاء في (الناتو)، تمتلك الولايات المتحدة، قوات متمركزة في 10 دول غير أعضاء في الحلف، لحفظ السلام ومهام التعاون الأخرى، بما فيها كوسوفو التي تستضيف 800 جندي أميركي، وقبرص 100 جندي.
كان بايدن أعلن، في حزيران الماضي، أن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في القارة الأوروبية، وأوضح خلال قمة لحلف (الناتو)، أن ذلك سيتم عبر إنشاء حامية عسكرية دائمة في بولندا، ونشر فيلق إضافي في رومانيا. وإلى جانب زيادة عدد القوات العسكرية، عززت واشنطن من عتادها في أوروبا عبر دعم أسطول البوارج والمدمرات الأميركي في إسبانيا، ليضم 6 بوارج بدلاً من 4، وإرسال دفاعات جوية إضافية ومعدات إلى ألمانيا وإيطاليا.