هدنة تحت الرصاص.. الجيش والدعم يثبتان مواقعهما بالخرطوم

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

"قادة الجيش يتحدثون أحاديث متناقضة، ما قد يجعل من الصعب التوصل لهدنة حقيقية توقف الحرب الدائرة حالياً".. بتلك العبارة "أقفل" المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع بالسودان، يوسف عزت، الباب بشكل غير مباشر أمام أي هدنة قريبة.

فيما رأى العديد من المراقبين أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي لم يظهرا أي مؤشر جدي على التراجع. إذ تمسك كل منهما بإلحاق الهزيمة بالآخر، وفق ما أكدت تصريحات عدة مسؤولين من القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد.

خارطة المعارك بالخرطوم

تقوية المواقع

ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع فيما يبدو، حسب رويترز.

لكن ما يجري حالياً أن الطرفين يحاولان تحقيق أكبر قدر من التقدم الميداني، بانتظار "المفاوضات".

وفي هذا السياق، رأى مركز كارنيغي الشرق الأوسط للأبحاث أنه "كلما تمكن دقلو من الحفاظ على مواقعه في الخرطوم، صار تأثيره أكبر على طاولة المفاوضات".

قوات الدعم السريع في الخرطوم (فرانس برس)

قوات الدعم السريع في الخرطوم (فرانس برس)

فيما يسيطر الجيش على معظم الولايات الأخرى في البلاد، بحسب ما أكدت بياناته سابقاً.

هدنة سادسة.. ومصير واحد

أمام هذه المواقف وتعنت الطرفين، لم تصمد بطبيعة الحال الهدنة السادسة التي أعلن عنها قبل يومين وتخللتها عدة انتهاكات كسابقاتها. فيما لا يزال الغموض يلف مصير الهدنة المقبلة التي أعلنت عنها دولة جنوب السودان، والتي من المتوقع أن تبدأ غداً الخميس وتمتد لـ 7 أيام.

لا سيما أن مستشار حميدتي أوضح في مقابلة مع العربية/الحدث، أنهم لم يوافقوا على هدنة لمدة أسبوع حتى الآن، مشيراً إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن موافقة على هدنة لـ 7 أيام.

الطرفان يحاولان تحقيق أكبر قدر من التقدم الميداني بانتظار "المفاوضات"

في حين أبدى الجيش موافقته عليها. وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية العميد الركن نبيل عبد الله إنهم قبلوا بهدنة مطولة، بدءا من 7 مايو المقبل بهدف تخفيف العبء على المواطنين، مضيفا أن الجيش وافق على المفاوضات من حيث المبدأ وسيدور النقاش فقط حول تفاصيل الهدنة. إلا أنه شدد في الوقت عينه على أنهم "لن يسمحوا بمنح طوق نجاة للمتمردين"، وفق تعبيره، في إشارة إلى الدعم السريع.

إذا بانتظار الغد، حيث يسابق الرصاص والقصف طيف الهدنة، فيما يستمر السودانيون بالتدفق إلى خارج العاصمة بحثاً عن ملاذ آمن. فيما تتدهور الأحوال في البلاد لتلامس الكارثة الصحية والإنسانية بحسب ما أكدت الأمم المتحدة أكثر من مرة منذ انطلاق شرارة الصراع في 15 أبريل الماضي.