نتائج الانتخابات تُظهر تقدّم أردوغان في المنطقة المنكوبة ‏بالزلازل

عربي ودولي
قبل سنة 1 I الأخبار I عربي ودولي

احتل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه الرئيس التركي ‏رجب طيب أردوغان الصدارة في انتخابات يوم الأحد في ‏عشرة من 11 إقليما تعرّضت لهزات أرضية في شباط ‏‏(فبراير).‏

 

وقال محللون إن تعهّده بإعادة بناء المدن المدمرة طمأن ‏الناخبين في تلك الأقاليم التي يعد معظمها معاقل للحزب.‏

 

وكان الأداء القوي للحزب الحاكم، والذي خالف توقعات أولية ‏في شباط (فبراير) بأن الزلازل ستضر بدعمه، مدفوعا أيضا ‏بالشكوك حول قدرة المعارضة على تلبية توقعات الناخبين.‏

 

وفي أنحاء البلاد فاز حزب العدالة والتنمية ذو الجذور ‏الإسلامية مجددا بأغلبية برلمانية مع شركائه في التحالف، ‏بينما تقدم أردوغان (69 عاما) بشكل مريح في الانتخابات ‏الرئاسية قبل جولة الإعادة مع منافسه الرئيسي في 28 أيار ‏‏(مايو).‏

 

أودت الزلازل القوية التي وقعت في السادس من شباط ‏‏(فبراير) بحياة ما يربو على 50 ألف شخص وشردت ‏الملايين في تركيا حيث لحق الدمار بعدد 11 إقليما، من ‏أضنة بالقرب من ساحل البحر المتوسط إلى ديار بكر في ‏جنوب شرق البلاد الذي تقطنه غالبية كردية.‏

 

ورغم عدد القتلى والجرحى الهائل وما تبع الكارثة من نزوح ‏جماعي، فقد كان إقبال الناخبين مرتفعا جدا إذ تراوح بين 85 ‏بالمئة و89 بالمئة في معظم تلك الأقاليم وتجاوز 80 بالمئة ‏في الأقاليم الأخرى. وبلغ متوسط الإقبال في أنحاء تركيا ‏‏88.9 بالمئة.‏

 

وعاد كثيرون من الأتراك النازحين إلى المنطقة المنكوبة ‏للإدلاء بأصواتهم.‏

 

وكان إقبال الأكراد في المنطقة على التصويت كبيرا لدعم ‏منافس أردوغان الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو في السباق ‏الرئاسي، لكن الرئيس تقدّم في ثمانية أقاليم متضرّرة.‏

 

وتقدّم كليتشدار أوغلو (74 عاما) بشكل واضح في إقليمين. ‏وفي هاتاي الأكثر تضررا، حصل كل منهما على دعم بنسبة ‏‏48 بالمئة، مع تقدّم زعيم المعارضة بفارق ضئيل.‏

 

الغضب

عبّر منتقدون وناجون من الزلازل عن غضبهم من استجابة ‏حكومة أردوغان البطيئة في البداية تجاه هذه الكارثة وكذلك ‏من التساهل في تطبيق قواعد البناء، وهو ما اعتبروه إخفاقات ‏أدت لإزهاق الأرواح.‏

 

لكن العشرات ممن تحدثت إليهم وكالة "رويترز" بعد وقت ‏قصير من وقوع الزلازل عبّروا عن امتنانهم لمساعدة ‏الحكومة وقوات الأمن، غير أنهم اشتكوا من وصولهم ‏متأخرين. ولم تقدم المقابلات منذ ذلك الحين أدلة تذكر على أن ‏هذه المسألة ستغير من مواقف الناخبين.‏

 

وقال إبراهيم قادر دمير، الذي فقد ابنته وأحفاده في الزلازل، ‏إنه سعيد بالخدمات الحكومية، مضيفا "أتمنى أن يكون رئيسنا ‏قد فاز (في الجولة الأولى)".‏

 

وذكرت أصليهان جنكيز، وهي من مؤيدي المعارضة، أنها ‏توقعت رد فعل أكبر ضد حزب العدالة والتنمية في مسقط ‏رأسها هاتاي، الأكثر تضررا من الزلازل، لكنها لفتت الى أن ‏القاعدة الانتخابية الأكثر تدينا في الإقليم ساعدت الحزب على ‏الأرجح.‏

 

وأضافت "(ناخبو حزب العدالة والتنمية) يقولون إن الزلزال ‏كان أمر الله"، مشيرة إلى أن الدوائر الانتخابية لحزب العدالة ‏والتنمية في هاتاي شهدت دمارا أقل من المناطق التي كانت ‏تميل إلى دعم المعارضة.‏

 

أعطى حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان الأولوية ‏للبناء خلال السنوات العشرين التي قضاها في السلطة، وقد ‏ساعد ذلك في دفع النمو الاقتصادي.‏

 

وقال خبير استطلاعات الرأي محمد علي قولات إن تحالف ‏المعارضة "لم ينجح في استمالة عدد كاف من الناخبين الذين ‏وضعوا ثقتهم في النهاية في الحكومة حتى يخرجون من ‏محنتهم".‏

 

وأضاف "الناجون من الزلزال انتقدوا بشدة استجابة الحكومة ‏في استطلاعات الرأي وقالوا إنهم لن يصوتوا لهم. لكن هؤلاء ‏الناس كانوا يبحثون أيضا عن إجابة لسؤال من سيعيد بناء ‏منزلي، ومن سيعيد بناء مقر عملي؟".‏

 

وختم "إنهم يرون أن أردوغان هو من يمكنه القيام بذلك. وهذا ‏أحد أهم العوامل".‏