حصن الغويزي: قيمة تاريخية فريدة في حضرموت

محليات
قبل 10 أشهر I الأخبار I محليات

على صخرة تمد أنفها بالسماء في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة المكلا اليمنية، شُيّد حصن الغويزي قبل 300 عام على يد أحد سلاطين آل الكسادي، الذين حكموا عاصمة حضرموت.

 

يعد القصر قيمة تاريخية فريدة ويتميز بموقع استراتيجي كان يستهدف حماية المكلا من الهجمات المعادية على ساحل بحر العرب، ويعد بمثابة حارس حصين لعاصمة محافظة حضرموت الواقعة شرقي اليمن.

 

 

ترجع تسمية الحصن إلى اسم المنطقة المحيطة به منطقة "الغويزي" وهي منطقة شهيرة في حضرموت، وتطلق عليه أسماء عدة منها حصن "القفل" أو "فك الأسد" نسبة للصخرة الواقع عليها والتي تشبه فك أسد.

 

-ADVERTISEMENT-

 

Ads by

ويعتبر الحصن تحفة معمارية وهندسية ومن أشهر معالم المكلا، وقد تعاقبت عليه الأعوام وتركته على هذه الحال شامخاً يعني بعض الجراح، محتفظاً ببقايا من مفردات الحياة الحضرمية التقليدية تحاول التمسك على جدران أوشكت على الرحيل.

 

 

 

مكونات حصن الغويزي

بني الحصن في عام 1716 أثناء حكم سلطنة الكسادية للمكلا، عاصمة حضرموت. وكان الهدف من بنائه هو رصد الهجمات العسكرية التي تستهدف المكلا من الاتجاه الشمالي.

 

يتألف الحصن من طابقين، حيث يحتوي الطابق الأول على عدة حجرات صغيرة مع نوافذ محدودة، بينما يتميز الطابق الثاني بنوافذ طويلة مستطيلة الشكل.

 

يُزيّن سطح الحصن سور متعرج يصل ارتفاعه إلى 1.5 متر من مستوى السطح.

 

يحتوي الطابق الأول على عدة حجرات، وتحتوي الجدران الخارجية على نوافذ منشورية الشكل من جميع الاتجاهات.

 

أما الطابق الثاني، فيتميز بجدران ذات سقف مكشوف يصل ارتفاعها إلى 20 متراً، ويتم الصعود إليه عبر سلالم مرصوفة تصل إلى بوابته المقامة في الجهة الشمالية، ويبلغ اتساع البوابة 1.2 متر.

 

تم بناء أساس الحصن من الأحجار المرتبة، في حين استخدم الطين واللبن المخلوط بالتبن لبقية الجدران. أما الأسقف، فقد تم بناؤها على جذوع النخيل. وفي السنوات الأخيرة، تم طلاء الجدران الخارجية بالجص الأبيض.

 

 

 

بالقرب من الحصن وعلى بعد 30 متراً إلى الجهة الشمالية الشرقية شُيّد صهريج للمياه على هيئة مبنى يصل ارتفاعه إلى 1.2 متر وتحيط به قناتا مياه جنوباً وغرباً بنيتا من الأحجار والقضاض وكان الغرض من الصهريج تزويد الحصن بالمياه، وفقاً للمراجع التاريخية.

 

ورغم أن الحصن يعد تحفة معمارية فريدة إلا أن عوامل الطبيعة وغياب الصيانة تركت عليه بعض الجراح، حيث تهدمت أجزاء من السور جراء السيول والأمطار بالإضافة إلى تهدم الطريق المرصوفة بالأحجار المؤدية للحصن.

 

 

 

حصن عسكري

يقول الباحث التاريخي عبدالله سعيد لـ"العين الإخبارية" إن لحصن الغويزي مسميات عدة منها حصن "القفل" أو "فك الأسد" وهو يمثل المدخل الحامي الشرقي الدفاعي لمدينة المكلا على بحر العرب.

 

ويضيف أن حصن الغويزي صُمِّم كحصن عسكري بدرجة أساسية وهو يحمي مزارع المكلا لأن مناطق الديس في المكلا كانت عبارة عن مزارع تمد المدينة بالخضروات.

 

ويشير إلى أن قاعدة الحصن والطابق الأول أوسع من الطابق العلوي، ويتألف الطابق الأول من حجرات متفاوتة المساحة، وعلى جدرانه الخارجية نوافذ منشورية الشكل.

 

أما الطابق الثاني فيتميز بنوافذ واسعة ويحيطه حاجز بارتفاع 1.5 متر، وفقاً