أعلنت أوكرانيا، اليوم الأحد، عن استعادة السيطرة على 3 قرى في منطقة دونيتسك شرق البلاد، وذلك في أولى المكاسب الميدانية لهجوم أوكرانيا المضاد.
وقال جهاز حرس الحدود الأوكراني: "أصبحت نيسكوشن في منطقة دونيتسك مجدداً تحت العلم الأوكراني".
وكانت كييف أعلنت في وقت سابق اليوم أنّ قواتها استعادت السيطرة على قرية بلاغوداتني، الواقعة في المنطقة نفسها.
وأعلنت القوات البرية الأوكرانية على "فايسبوك": "حرر جنود اللواء 68 الشجعان بلدة بلاغوداتني".
ونشرت مقطع فيديو يظهر جنوداً يحملون العلم الأوكراني في مبنى مدمر.
وقال فاليري شيرشين، المتحدث باسم الوحدات المكلفة بالدفاع عن جبهة تافريا، وشاركت في العملية، إنّ الأوكرانيين أسروا جنديين روسيين ومقاتلين انفصاليين موالين لموسكو.
وأضاف: "رُفع العلم الأوكراني في بلاغوداتني".
ومساء، أعلنت نائبة وزير الدفاع الأوكراني جانا ماليار أن قرية صغيرة ثالثة هي ماكاريفكا القريبة من بلاغوداتني، قد سقطت في أيدي قوات كييف. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مداخلته اليومية "أنا ممتن لجنودنا اليوم... شكرا! شكرا لكم! شكرا لكم على كل خطوة، على كل معركة، على كل محتل دُمّر!". من شأن تحقيق قوات كييف نجاحات عسكرية كبيرة في منطقة زابوريجيا أن يؤدي إلى اختراق الجسر البري الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وسيشكل ذلك انتكاسة كبيرة لموسكو.
وفرض مسؤولون أوكرانيون فترة صمت صارمة بشأن العمليات، كما حضّوا الأوكرانيين على عدم الإفصاح عن أيّ معلومات قد تعرض العملية للخطر.
في المقابل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أنّ الهجوم الأوكراني المضاد "بدأ"، لكن القوات الاوكرانية لم تتمكن من تحقيق أهدافها بعد أيام عدة من المعارك.
"طرد العدو"
ومع ورود القليل من المعلومات من كييف وندرة التغطية الإخبارية المستقلة من جبهة القتال، بات من المستحيل تقريباً تقييم الموقف على أرض المعركة.
وأظهر التسجيل المصور من بلاهوداتني القوات الأوكرانية داخل بناية متضررة بشدة، بينما يمكن سماع صوت المدفعية من بعيد.
وقال جندي لم يعلن عن هويته، في التسجيل المصور عبر "فايسبوك": "نطرد العدو من بلادنا، وهو أكثر الأحاسيس دفئاً على الإطلاق. أوكرانيا ستتنتصر... أوكرانيا هي الأهم".
وفي الأيام القليلة الماضية، قالت روسيا مرتين على الأقل إنّها صدت هجمات أوكرانية قرب من قرية فيليكا نوفوسيلكا.
ويعتبر الجنوب الشرقي أولوية محتملة لقوات كييف، إذ ربما تسعى إلى تهديد الجسر البري الذي يصل روسيا بشبه جزيرة القرمـ التي ضمتها إلى أراضيها، وهذا من شأنه أن يقسم القوات الروسية إلى نصفين.
أما روسيا، فشيّدت تحصينات ضخمة في المناطق التي احتلتها، استعداداً لصد الهجوم الأوكراني المضاد الذي تشنه كييف بآلاف القوات المدربة والمسلحة من الغرب.
وذكرت وكالة "تاس" للأنباء أنّ أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت، الأحد، صاروخاً أوكرانياً قرب مدينة بيرديانسك الساحلية، التي تسيطر عليها روسيا والواقعة على بحر آزوف.
ويأتي إعلان كييف عن هذه المكاسب الأولى، فيما قال مسؤولون أوكرانيون إنّ سبعة أشخاص لقوا حتفهم وما زال 35 شخصاً في عداد المفقودين بسبب الفيضانات الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا والتي وصفت بأنها "أسوأ كارثة بيئية منذ تشيرنوبيل".
تحقيقات حول السد
في مواجهة معطيات متباينة، كررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأحد طلبها بالوصول إلى الموقع الذي يقاس فيه منسوب المياه في خزان سد كاخوفكا المستخدمة لتبريد مفاعلات محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا.
وقالت الوكالة في بيان إن خبراءها الموجودين بشكل دائم في المحطة يحتاجون إلى الوصول إلى موقع قرب محطة زابوريجيا للطاقة النووية لتوضيح سبب التباين الكبير الملاحظ بين القياسات المختلفة.
وقال المدير العام للوكالة رافايل غروسي، الذي من المنتظر أن يزور المحطة في الأيام المقبلة: "آمل أن يتمكنوا من الذهاب إلى الموقع عن قريب من أجل إجراء تقييم مستقل للوضع".
وكان سد كاخوفكا في منطقة خيرسون الذي تسيطر عليه روسيا قد دُمر الثلثاء، ما أجبر الآلاف على الفرار وأثار مخاوف من وقوع كوارث إنسانية وبيئية. واتهمت أوكرانيا روسيا بتفجير السد المقام على نهر دنيبر، بينما تقول موسكو إنّ كييف قصفته. وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمينكو إنّ 77 بلدة وقرية غمرتها المياه في خيرسون وميكولايف. وأوضح أنّ 35 شخصاً في عداد المفقودين في منطقة خيرسون، بينهم سبعة أطفال. وأضاف أنّ الفيضانات أسفرت عن مقتل 5 أشخاص في منطقة خيرسون وشخصين في منطقة ميكولايف، وأجلي أكثر من 3700 شخص من منازلهم في المنطقتين. وفي مدينة خيرسون، أكبر تجمع سكاني قرب السد، بدأت المياه تنحسر وبدأ السكان المحليون بالعودة إلى منازلهم لتقييم الأضرار. وواصل عناصر الإنقاذ الأوكرانيون جهودهم لإجلاء الناس من أكثر المناطق تضرراً في المدينة. وقالت المسؤولة في وكالة الأرصاد الجوية في خيرسون لورا موسيان إن منسوب المياه انخفض بمقدار 1,7 متر مقارنة بأعلى مستوى سجل هذا الأسبوع. في هذه الظروف، زار أوليكسي غيسين محل البقالة الذي يملكه في وسط خيرسون لأول مرة منذ ستة أيام، وأزال الأنقاض منه مسلحا بمجرفة ومرتديا حذاء مطاطيا وسترة، مؤكدا أنه تكبد خسائر "كبيرة". وقال إنّ "المياه في المحل كانت تصل إلى صدري"، مضيفاً أنّه اضطر إلى التخلص من سلع غذائية. وزار المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين وممثلون للمحكمة الجنائية الدولية منطقة خيرسون. ونقل بيان عن كوستين قوله "هذه أسوأ كارثة بيئية منذ تشيرنوبيل، لذلك لا نحقق فقط في جريمة حرب ولكن أيضاً في إبادة بيئية"، وأضاف أنّ "الوضع معقد للغاية". وأشار إلى أنّ الفيضانات غمرت عدداً من المنشآت "الخطرة" بما في ذلك ثلاث مقابر على الأقل ومحطات تخزين نفط ومقالب قمامة. وقال كوستين إنّ إجمالي 450 طناً من زيت التوربينات تسربت إلى مياه دنيبر والبحر الأسود. يحقق أكثر من 170 مدعياً في تدمير السد، وفق كوستين الذي أوضح أن "زملاءنا من المحكمة الجنائية الدولية معنا أيضاً".
إطلاق سراح الأسرى
إلى ذلك، أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا عن عودة نحو 100 جندي من الأسرى بين الجانبين.
ونقلت وكالة "تاس" عن وزارة الدفاع الروسية أنّ 94 روسياً أُطلق سراحهم بعد أسرهم في أوكرانيا.
وأشارت إلى نقلهم إلى منشأة طبية للخضوع لفحص طبي.
وقال أندريه يرماك، مدير مكتب زيلينسكي إنّ 95 من الجنود الأوكرانيين عادوا إلى بلدهم بعد أسرهم في روسيا، معلناً عن إصابة بعضهم.
المصدر : أ ف ب ، رويتز