تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، امس الاثنين، لليوم الثاني على التوالي، في محيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية، جنوب الخرطوم العاصمة.
وقصفت قوات الدعم السريع محيط سلاح المدرعات بالمدفعية الثقيلة، فيما رد الجيش السوداني باستخدام سلاح الجو، إذ قصف مواقع وأهداف في جنوب وشرق الخرطوم. وكشفت تقارير صحفية عن تفجر الأوضاع داخل قوات الدعم السريع، بعد تكرار فشل الهجوم على سلاح المدرعات.
ونقل موقع «نبض السودان» عن مصادره ان الخلافات داخل الدعم السريع تطورت بعد النقاشات الحادة والملاسنات بينهم الى اشتباكات بالاسلحة.
وأوضح المصدر ان هناك تذمر حول عدم مشاركة قادة القطاعات في معركة المدرعات ، التي اسفرت عن مقتل اكثر من 300 جندي ، وانسحاب البعض الى جهات مختلفة. من جهتها اعلنت قوات الدعم السريع انها قتلت 260 عنصرا من قوات الجيش السوداني خلال الاشتباكات، التي وقعت بين الطرفين.
ووصفت قوات الدعم السريع، في بيان لها الإثنين، ذلك بـ "النصر الكبير"، ولفت البيان إلى أنه "تم الاستيلاء على عدد ضخم من العتاد العسكري ومخازن الأسلحة والذخائر و34 مدرعة ودبابة و 12 مدفع و78 مركبة ومقتل 260، إضافة إلى أسر المئات من قوات العدو".
لماذا سلاح المدرعات؟
يقع سلاح المدرعات على بعد نحو 12 كيلومترا إلى الجنوب من القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم.
يمتد على مساحة 20 كيلومتر مربع ويضم ألوية مشاة ووحدات لسيارات مدرعة و5 كتائب دبابات من طرز “تي55 و72 و190” ويقدر عددها بنحو 75 دبابة صالحة للقتال، كما يضم مهبطا بديلا للطائرات.
في جميع الانقلابات الأربع المكتملة التي شهدها السودان منذ استقلاله في عام 1956، لعب سلاح المدرعات الدور الحاسم في إنجاح تلك الانقلابات لما يمتلكه من قوة ضاربة.
أما في المعركة الحالية، فإن أهمية سلاح المدرعات الكبرى تكمن في أنه يعتبر النقطة الأخيرة الحاسمة الفاصلة بين تمركزات وإمدادات قوات الدعم السريع الحالية والقيادة العامة للجيش السوداني خصوصا بعد سقوط معسكر اليرموك وقيادة الاحتياطي المركزي في جنوب الخرطوم في يد قوات الدعم.
وتتواصل منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بأنحاء السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية. واتفق طرفا النزاع عدة مرات على وقف لإطلاق النار دون التقيد به. وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو للعلن، بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين. واتهم حميدتي الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع، تمردا ضد الدولة.