يطرح تغير المناخ تحديات كثيرة وخطيرة على مجالات كثيرة، وتحديداً على الصحة العامة، بحسب تحذيرات أممية. وفي ظل الحاجة الملحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة لمعالجة الآثار الصحية لتغير المناخ، من المتوقع أن يُشكّل مؤتمر COP28 المقرر انعقاده في دولة الإمارات العربية - مدينة إكسبو دبي في الفترة من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 12 كانون الأول (ديسمبر) لحظة تاريخية للعمل المناخي العالمي، في ظل التغيّر المناخي وآثاره على كل القطاعات وفي مختلف دول العالم.
واللافت هذا العام تخصيص يوم من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28" لأزمة المناخ والصحة ليكون الموضوع الصحي ضمن جدول أعمال القمة، ومن المتوقع أن يؤدي المؤتمر إلى رفع المستوى السياسي للعلاقة بين المناخ والصحة، وتعميم الصحة في جدول أعمال تغير المناخ العالمي.
سيُنظّم المؤتمر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والشركاء الرئيسيين الآخرين يوماً صحياً ومؤتمراً وزارياً للصحة المناخية، الأمر الذي سيُشكّل نقطة تحوّل فاصلة وأساسية بالنسبة إلى المناخ والصحة.
إنها مناسبة محورية، ستجتمع من خلالها مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، بمن في ذلك الوزراء والمتخصصون في مجال المناخ والصحة ومنظمات المجتمع المدني وممثلو الشباب ورجال الأعمال، وسيكون جدول أعمال الصحة المناخية من المحاور الرئيسية والاتجاهات العامة للمؤتمر ما يميّزه عن سابقاته. وستواصل منظمة الصحة العالمية، بالشراكة مع أعضاء التحالف من أجل العمل التحويلي بشأن تغير المناخ والصحة (ATACH)، تعزيز الالتزامات ببناء أنظمة صحية مستدامة ومنخفضة الكربون قادرة على التكيف مع المناخ.
ومن جانب آخر، ستركز رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر COP 28، مباشرة على النظم الغذائية والزراعة، وتشجيع الحكومات على تحديث مساهماتها المحددة وطنياً أو NDCs، مع أهداف غذائية محددة، وجمع الالتزامات من أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص للحصول على التمويل والتكنولوجيا.
كما أنّ من المقرر أيضاً تضمين المؤتمر المُقبل خيارات غذائية نباتية.
فبعد رد الفعل العنيف على قوائمها كثيفة اللحوم في السنوات السابقة، أكدت الأمم المتحدة أنها ستقدم في الغالب طعاماً نباتيًا في مؤتمر تغير المناخ (COP28) في دبي. هذا القرار التاريخي هو الأول من نوعه بالنسبة للهيئة الحكومية الدولية، ويأتي بعد سنوات من الحملات التي قام بها نشطاء نباتيون، وبالتزامن مع عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتعد هذه الخطوة بمثابة اعتراف قوي بتأثير صناعة الزراعة الحيوانية على تغير المناخ.
وأكّد الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات والرئيس المعين لمؤتمر المناخ COP28، أن المؤتمر ملتزم إدراج الخيارات الغذائية النباتية، وهي خطوة حاسمة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في مكافحة تغير المناخ.
يأتي قرار تبني الأغذية النباتية خلال قمة المناخ الحاسمة بعد عقود من جهود المناصرة التي بذلتها مجموعات مختلفة وناشطون شباب حاولوا إشراك رئاسات مؤتمر المناخ في هذه القضية منذ عام 2017 على الأقل.
وفي رسالة رد موجهة إلى منظمة "يونغو"، التزم الجابر إعطاء الأولوية للأغذية النباتية في المؤتمر القادم، وكتب في الرسالة إن "الشمولية هي جوهر مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بما في ذلك العمليات". وتركز رئاسة المؤتمر أيضاً وبقوة على الإجراءات التحويلية المتعلقة بالنظم الغذائية ضمن جدول أعمال تغير المناخ العالمي الأوسع. وكجزء من هذا، نعتزم إظهار النظم الغذائية المستدامة أثناء العمل في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) نفسه.
يعد التحول السريع نحو نظام غذائي نباتي أمراً بالغ الأهمية في التخفيف من أسوأ أزمة مناخ، وفقاً لتقرير جديد صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).
وبينما يستكشف التقرير مجموعة واسعة من استراتيجيات التخفيف من أزمة المناخ، يدعو إلى التحول نحو أنظمة غذائية مستدامة وصحية و"متوازنة"، يعرّفها بأنها الأغذية النباتية، مثل تلك التي تعتمد على الحبوب الخشنة والبقوليات والفواكه والخضروات والمكسرات والبذور، والأغذية ذات المصدر الحيواني المنتجة في أنظمة مرنة ومستدامة ومنخفضة انبعاثات الغازات الدفيئة.
ومع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي، فإن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الاستدامة واعترافها بأهداف اتفاق باريس يضيفان أهمية أكبر إلى الحاجة إلى تبني الخيارات النباتية خلال المؤتمر. ويتماشى ذلك أيضاً مع عام 2023 للاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يشجع الأنظمة الغذائية النباتية ويقلل من هدر الطعام.