الخزانة الأمريكية ترصد حسابات متعاونين مع الدعم السريع.. أبرزهم "رجل السعودية القوي في السودان"

عربي ودولي
قبل سنة 1 I الأخبار I عربي ودولي

كشف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC)، ارصدة حسابات لأشخاص يتعاملون مع الفريق عبدالرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع، وأبرزهم الفريق طه عثمان الحسين ، والذي قدرت ثروته في البنوك الاماراتية بما يقارب ال”75″مليون دولار.

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية “بريان إي. نيلسون”، التزام وزارة الخزانة بمحاسبة المتعاونين مع قوات الدعم السريع، واعتبارهم جزء فعال ومحرك ومشارك في الإنتهاكات الجسيمة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان في السودان، ومن ضمنهم الفريق طه عثمان، الذي مهد لهم التعامل مع مرتزقة فاغنر الروسية بشرق وسط افريقيا ومافيا تجار السلاح.

من هو طه عثمان الحسين ؟

هو مدير مكتب الرئيس السوداني عمر البشير السابق ، الذي ظل لسنوات حديث الساعة داخل السودان وخارجها في وقت تئن فيه المنطقة بالأزمات والمعارك الجانبية.

الدراما السياسية في إقالة الحسين من منصبه في منتصف شهر يوليو من العام 2017م ، بعدما كان الرجل الثاني في الدولة بعد الرئيس فتحت العديد من الملفات المغلقة ليس فيما يتعلق بأسباب ودوافع الإقالة فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى محاولة فك طلاسم العلاقة بينه وبين بعض العواصم الخليجية على رأسها المملكة العربية السعودية إثر تعيينه مستشارًا لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مما يدفع إلى التساؤل عن حدود تلك العلاقة ولماذا كانت الرياض وجهة الرجل الأولى بعد إقالته من منصبه؟

الضابط الغامض

ولد الحسين في 1964م، في منطقة كبوشية بولاية نهر النيل، ينحدر من أسرة تدين بالولاء للطائفة الختمية، درس مراحله الابتدائية والمتوسط والثانوي في مدينة شندي، ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة فرع الخرطوم ليحصل منها على درجة البكالوريوس.

التحق بجهاز الأمن السوداني عام 1997 ليعين ضابطًا إداريًا، ثم تدرج داخل هذا الجهاز ليتم اختياره عام 2000 ضابطًا بجهاز الأمن والمخابرات الوطني مع عددٍ من الضباط الإداريين، ويتدرج داخل الأجهزة الأمنية، قبل أن ينتقل لمنصب مدير مكتب الرئيس البشير.

كان عام 2012 نقطة فارقة في حياة الرجل السياسية، إذ نجح في تدشين الملامح الأولى لبناء أسطورة طه عثمان الضابط بجهاز الاستخبارات آنذاك، وذلك حين انتزع ثقة الرئيس عمر البشير عن جدارة في أعقاب كشفه لمحاولة انقلاب كان يخطط لها الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات السوداني صلاح قوش، بالتنسيق مع عدد من ضباط الجيش للإطاحة بالبشير عبر انقلاب عسكري، ومن هنا كانت البداية الحقيقية للحسين.

في يونيو 2015، تم تعيينه وزير دولة ومدير عام لمكتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، ليحكم قبضته على كل منافذ الدولة ومؤسساتها بصورة شبه كاملة، حيث منحه البشير ثقة لا حدود لها مكنته من أن يصبح “خزان أسرار السودان الذي لا ينضب”.

ومن ثم بات الحسين الرجل المفضل لدى البشير في تولي المهام الصعبة والحساسة، حيث تعمقت العلاقة بينهما إلى الحد الذي دفع الرجل إلى وصف هذه العلاقة بقوله “لست مدير مكتب الرئيس البشير، بل ابنه”.

وقد لعب مدير مكتب البشير دورًا سياسيًا ملفتًا للنظر في عدد من الملفات صاحبها الكثير من الغموض وفرض العديد من التساؤلات إلى أن فوجئ الجميع بخير الإطاحة به وإقالته من منصبه، البعض اعتقد حينها أن الرجل قيد الاعتقال كما أشارت بعض المصادر، إلا أن صورًا أظهرت وجوده في المدينة المنورة دفعت البعض الآخر للميل نحو احتمالية وجوده في السعودية.

الاحتمال الثاني هو ما تم تأكيده بالفعل عقب حضوره اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة ليس بصفته مدير مكتب الرئيس السوداني الأسبق لكن بصفته مستشار الحكومة السعودية للشؤون الإفريقية، إثر تعيينه مستشارًا لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير للشؤون الإفريقية، وهو ما يدفع ابتداءً للحديث عن أسباب الإطاحة به من منصبه بعدما كان المدلل من قبل الرئيس والرجل الثاني في الدولة.

كان عام 2012 نقطة فارقة في حياة الرجل السياسية، إذ نجح في تدشين الملامح الأولى لبناء أسطورة طه عثمان الضابط بجهاز الاستخبارات آنذاك

دوافع الإطاحة

رغم النجاحات التي حققها طه عثمان الحسين خلال خمس سنوات من العمل بالقرب من البشير ودوائر صنع القرار في السودان في العديد من الملفات الخطيرة والتي تمس الأمن القومي للبلاد وعلاقته بدول الجوار، فإن الرجل نجح أيضًا في استعداء نسبة كبيرة من السودانيين، سياسيين واقتصاديين ومواطنين، وذلك من خلال استغلاله السيء لمهام وظيفته بصورة غير قانونية أحيانًا وغامضة ومثيرة للجدل أحيانًا أخرى.

سياسيًا.. أسفرت الطريقة التي كان يمارس بها الحسين مهام وظيفته كمدير مكتب البشير عن ردود فعل غاضبة من قبل النخب السياسية الموجودة، حيث اعتبروها غير مفهومة من حيث الإجراءات فضلاً عن كونها غامضة من حيث الأهداف وهو ما أثار العديد من علامات الاستفهام.

اعتمد مدير مكتب البشير في سياساته على فرض جدار شبه عازل بين الرئيس وكبار المسؤولين، وبات هو المنفرد بالقرارات والأحكام، مستغلاً الثقة التي منحها الرئيس له في القيام بأدوار مغيبة تمامًا عن مؤسسات الدولة الأمنية والخارجية، مما تسبب في إظهارها كأنها متناقضة فيما بينها.

ويمكن الوقوف على ملامح هذه السياسة من خلال التعرف على كيفية نقل خبر قطع الخرطوم علاقاتها مع إيران للسعودية قبل أن تعرفه العديد من مؤسسات الدولة داخل السودان نفسها، فحين قرر البشير قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في يناير 2016م، كُلف وزارة الخارجية بإعلانه وفق الطرق الرسمية المعروفة في مثل هذه الحالات، غير أن السودانيين تلقوا هذا القرار عبر وكالة الأنباء السعودية وذلك حين قام الحسين بالاتصال بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لإبلاغه بهذا القرار الذي بثه بدوره لوكالة الأنباء السعودية فأذاعته قبل أن تعلم به أقرب الدوائر المعنية في السودان ما كان له أثر سيئ على النخبة السياسية والمعارضة السودانية في آن واحد.

اقتصاديًا.. تجاوزات مدير مكتب البشير المقال لم تتوقف على البعد السياسي فحسب، فهناك شبهات الفساد المالي الموجهة له، وهو ما تم الكشف عنها مؤخرًا عبر تسجيل صوتي مسرب كشف عن أرصدة الرجل داخل البنوك الأجنبية فضلاً عن عشرات العقارات والفلل باسمه في بعض العواصم الخليجية لعل أبرزها بمنطقة جميرة بدبي.

التسريب أوضح أن سبب إبعاد طه عثمان من منصبه تورطه في قضايا فساد مالي وإداري، حيث تم الكشف عن بعض المستندات التي تثبت وجود 47 مليون دولار في حسابه البنكي في بعض البنوك الأجنبية، بجانب عشرة فلل في منطقة جميرا بإمارة دبي.

كذلك لفت التسجيل إلى استغلاله منصبه في تسهيل تعيين بعض الأسماء المقربة منه على رأسها تعيين محافظ بنك السودان حازم عبد القادر، منوهًا أن الإقالة ستطال المجموعة المقربة منه وبعض القيادات الأمنية وسيتم إبعادها من مناصبها.

الطريقة التي كان يمارس بها الحسين مهام وظيفته كمدير مكتب البشير  أسفرت عن ردود فعل غاضبة من قبل النخب السياسية الموجودة، حيث اعتبروها غير مفهومة من حيث الإجراءات، فضلاً عن كونها غامضة من حيث الأهداف

أمنيًا.. كشف مصدر لـ”عربي 21” أن البشير أطاح بمدير مكتبه حين اكتشف تنسيقًا بينه وبين السعودية والإمارات بهدف المساعدة في تنفيذ انقلاب عسكري في قطر يطيح بالنظام القائم، وذلك في غيبة تامة عن أجهزة الأمن السودانية حتى عن رئيس الدولة.

المصدر لفت إلى أن تفاصيل الانقلاب تتلخص في “نقل سرايا من قوات الدعم السريع السودانية الموجودة في اليمن إلى مكانين: الأول في البحرين، والثاني في المنطقة الشرقية بالسعودية، لتقوم هذه السرايا بالدخول فورًا إلى قطر عند ساعة الصفر، ومن ثم تنفذ انقلابًا ضد عائلة آل ثاني في الدوحة لحساب كل من الرياض وأبو ظبي”.

المفاجأة الأكثر خطورة والتي اكتشفتها قوات الأمن السودانية أن الحسين كان ضالعًا في مخطط انقلاب داخل السودان، حيث كان يريد الحصول على الدعم السعودي الإماراتي من أجل الإطاحة بالبشير في الخرطوم، وتولي حكم السودان من بعده.

اختيار الرجل للسعودية لتكون وجهته بعد خروجه من السودان، واستخراج جواز سفر سعودي له على عكس المتعارف عليه وما كشفه التقرير سالف الذكر عن الصلات العميقة بينه وبين محمد بن سلمان وأبناء زايد يدفع للتساؤل في محاولة لفك طلاسم هذه العلاقة.

عراب محمد بن سلمان إفريقيًا

كان الحسين على مدار العشر سنوات الأخيرة رجل السعودية القوي في السودان، والمسؤول عن بلورة التوجهات السودانية بما يتماشى مع أهداف الرياض، فضلاً عن كونه مهندس الاتصالات المكوكية بين المملكة والعواصم الإفريقية.

بزغ نجم مدير مكتب البشير المقال مع ولاية الملك سلمان بن عبد العزيز وبالأخص حين وطد علاقته بالأمير محمد بن سلمان الذي بات وليًا للعهد مؤخرًا، وهو ما انعكس بصورة واضحة على توجهات الخرطوم الخارجية حيال الملفات المشتركة مع الرياض، حيث تم ضبطها وفق ما تقتضيه البوصلة السعودية، وهو ما تكشف بصورة واضحة في قطع العلاقات مع إيران رغم العلاقات القوية التي كانت تجمع بينهما، وإرسال قوات سودانية للمشاركة في عاصفة الحزم، كذلك مُشاركة قوات من الجيش السوداني في مناورات “رعد الشمال”، بمنطقة حفر الباطن شمالي السعودية ضمن 20 دولة، وهي واحدة من أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة، واتساع منطقة المناورات.

“التقيت بالأخ عادل الجبير، عندما كان يعمل سفيرًا، أي قبل تعيينه وزيرًا للخارجية في المملكة، وأخطرني بأن القيادة السعودية كلفته بتولي ملف تحسين العلاقات السودانية الأمريكية، وذكر أنه سيرتب لي لقاءات مع بعض المسؤولين الأمريكيين، وبالفعل، نظم لي لقاءً مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، وطلبت منه أن أعود إلى السيد الرئيس لأخطره بتلك التطورات، وحدث ذلك، فوجهني الرئيس بالمواصلة، بعدها رافقت الرئيس أسياسي أفورقي في زيارة غير معلنة للسعودية، وفي ذلك اليوم حدث تغيير في القيادة السعودية بتنحي الأمير مقرن بن عبد العزيز من منصبه برغبته، وتم تعيين الأمير محمد بن نايف وليًا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد، وكنت أول أجنبي يشهد البيعة الخاصة التي تمت للأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان”، بهذه الكلمات علق الحسين خلال حوار له مع صحيفة “اليوم التالي” السودانية عن عمق علاقته بالمملكة العربية السعودية.

بزغ نجم مدير مكتب البشير المقال مع ولاية الملك سلمان بن عبد العزيز وبالأخص حين وطد علاقته بالأمير محمد بن سلمان الذي بات وليًا للعهد مؤخرًا

علاوة على ذلك فقد نجح في القيام بدور “عراب” محمد بن سلمان داخل القارة الإفريقية، حيث لعب دورًا محوريًا ساهم من خلاله في الترويح للأمير الشاب إفريقيًا من خلال تسهيل التواصل مع بعض الدول الإفريقية على رأسها  إثيوبيا وإريتريا وموريتانيا، مستخدمًا صلاته الوثيقة التي تجمعه بقادة هذه الدولة، للاندماج في تحالف عاصفة الحزم، الذي كان الراعي الأساسي له الأمير السعودي، فضلًا عن تنظيم 40 زيارة لرؤساء دول إفريقية للسعودية.

كما لعب دورًا استخباراتيا محوريًا في مناهضة الأذرع السياسية والإعلامية والعسكرية الإيرانية داخل إفريقيا، وهو ما كشفت عنه صحيفة “الأخبار” اللبنانية، التي أوضحت أن النظام السوداني باع للرياض معلومات تتعلّق بطريقة عمل حزب الله عندما كان يستخدم الأراضي السودانية لإيصال السلاح إلى فصائل المقاومة في غزة، وهذه المعلومات يجري الاستناد إليها، لجمع أكبر قدر من المعطيات عن الحزب، واستثمارها في شتى الطرق، سواء لناحية فرض عقوبات على شخصيات لبنانية، وشركات يعتقد النظام السعودي أنها تابعة للحزب، أو لجهة استخدام هذه المعطيات للدلالة على (الطبيعة الإرهابية) لأعمال حزب الله في الدول العربية”.

مهندس العلاقات مع أبو ظبي

تجمع الحسين وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد علاقات قوية للغاية، وهو ما تم كشف النقاب عنه في أعقاب التوتر الذي شاب العلاقات بين السودان والإمارات عام 2015 نتيجة الخلافات بشأن بعض الملفات المتعلقة بدعم التيارات والحركات الإسلامية، وهو ما نجم عنه انسحاب الوفد الإماراتي في أثناء كلمة البشير خلال المؤتمر الاقتصادي لدعم الاقتصاد المصري في مارس من نفس العام.

ومن ثم كان هذا الانسحاب، أشبه بالضوء الأخضر لرجل السودان النافذ، مدير مكتب البشير، ليكون وسيطًا بين الإمارات وبلاده، وقد تجلى هذا الدور في لقاءات رسمية بينه ومحمد بن زايد وشقيقه منصور بن زايد بقصر الشاطئ، ساهمت في إذابة الجليد بين البلدين، وإحياء النفوذ الإماراتي داخل السودان، بعد فترات خفوت وقطيعة دامت لسنوات.

وقد أسفرت جهود الحسين في إحياء الوجود الإماراتي داخل السودان عبر حزمة من الاستثمارات قابلها زيارة استثنائية  للرئيس السوداني عُمر البشير إلى دولة الإمارات، في نوفمبر 2016، لرفع درجة التنسيق بين الجانبين، في الوقت الذي أثار هذا التقارب قلق البعض خشية بسط النفوذ الإماراتي سيطرته على الداخل السوداني في إطار صراع النفوذ الخليجي الإيراني داخل القارة.

نجح الحسين في القيام بدور “عراب” محمد بن سلمان داخل القارة الإفريقية، حيث لعب دورًا محوريًا ساهم من خلاله في الترويح للأمير الشاب إفريقيًا، فضلًا عن تنظيم 40 زيارة لرؤساء دول إفريقية للسعودية

علاقات قوية تربط بين الحسين وأبناء زايد

الأهداف العليا للسياسة الخارجية السعودية والإماراتية التي تعتمد في محور كبير منها على الخصومة الواضحة مع الحركات والتيارات الإسلامية زادت من مخاوف السودانيين بشأن العلاقات القوية التي جمعت بين طه عثمان الحسين من جانب وكل من السعودية والإمارات من جانب آخر، خاصة في ظل الخيوط العريضة التي تجمع بين السودان وبعض التيارات الإسلامية، حيث وصف نظام البشير أكثر من مرة كونه ابن المشروع السياسي للحركة الإسلامية في السودان.

كان الحسين على مدار العشر سنوات الأخيرة رجل السعودية القوي في السودان، والمسؤول عن بلورة التوجهات السودانية بما يتماشى مع أهداف الرياض، فضلا عن كونه مهندس الاتصالات المكوكية بين المملكة والعواصم الإفريقية

لكن عدم تعليق السودان فور تعيين "طه" الحسين مستشارًا لوزير الخارجية السعودي، وغض الطرف عن قضايا الفساد المتورط بها، والسماح له بمغادرة البلاد بعد الإطاحة به من منصبه دون تقييد حريته، يضع العديد من التساؤلات عن مصير هذا الرجل الغامض.

فريق يرى أنه من المستبعد ملاحقته جنائيًا أو سياسيًا من قبل الخرطوم وذلك لما يمتلكه من أوراق ضغط متعددة بحكم المنصب الذي كان يتقلده والذي سمح له بأن يضع يده على معظم الوثائق والأسرار التي لو تم الكشف عنها ربما تضع السودان ونظامه في مأزق هنا وهناك، خاصة أن الرجل بات سعودي الجنسية،  لكنه في الوقت نفسه يطرح العديد من التساؤلات على رأسها هل تظل علاقات السودان بإيران وحزب الله وحماس وليبيا وقطر ومصر فضلاً عن الحركات الإسلامية داخل البلاد وخارجها في مأمن في ظل ما يمتلكه الحسين من معلومات؟