رغم فشل التجربة الأولى ووفاة صاحبها.. أطباء يزرعون قلب خنزير في جسم إنسان

عربي ودولي
قبل سنة 1 I الأخبار I عربي ودولي

خضع مؤخراً مريض يبلغ من العمر 58 عاماً لعملية زراعة قلب خنزير معدَّل وراثياً، في ثاني تجربة من نوعها في العالم بعد أولى كانت قد أجريت عام 2022، لكن المريض الذي استفاد منها توفي بعد شهرين من خضوعه لعملية الزرع.

أجريت العملية الجديدة في 20 سبتمبر/أيلول 2023، على لورانس فوسيت، وهو جندي متقاعد يعاني مرضاً خطيراً في القلب من شأنه التسبب بموت حتمي. 

بينما اعتبر الأطباء أن هذا المريض غير مؤهل للخضوع لعملية زرع قلب بشري، وبالتالي فإن حل زراعة قلب خنزير معدل وراثياً يمثل "الخيار الوحيد" بالنسبة له، بحسب البيان. وقال قبل العملية، بحسب المصدر نفسه: "على الأقل الآن بات لديّ أمل وفرصة" بالبقاء على قيد الحياة.

فيما قالت زوجته: "ليست لدينا أية توقعات سوى بأن نمضي مزيداً من الوقت معاً للاستمتاع بأمور بسيطة، مثل الجلوس على الشرفة أمام المنزل، وتناول القهوة معاً". وقال الأطباء إن لورانس فوسيت يتنفس حالياً بمفرده، كما أن قلبه الجديد يعمل بشكل جيد من دون مساعدة خارجية.

تجربة زراعة قلب خنزير سابقة كانت قد أجريت عملية مماثلة أولى عام 2022 في المؤسسة نفسها، وهي كليّة الطب بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة. وكتبت الجامعة في بيان، أن المريض آنذاك، ديفيد بينيت، توفي بعد حوالي شهرين من العملية "بسبب عوامل عدة، بينها سوء حالته الصحية" قبل عملية الزرع.

مستشفى ميريلاند قال في بيان، إن "ديفيد بينيت (57 عاماً) تُوفي، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022، بعدما بدأت حالته بالتدهور في الأيام الأخيرة"، وأضاف البيان: "عندما اتضح أنه لن يشفى من هذه الحالة، تم مدّه بالرعاية الطبية المخصصة للأشخاص المنازعين".

أشار المستشفى الأمريكي كذلك إلى أن بينيت، الذي خضع لعملية زراعة قلب خنزير في السابع من يناير/كانون الثاني 2022، تمكّن من التواصل مع عائلته في ساعاته الأخيرة.

كان المستشفى قد لفت عند الإعلان عن هذا الحدث العلمي قبل شهرين، إلى أن العملية أظهرت، للمرة الأولى، أن قلباً حيوانياً يمكنه الاستمرار في العمل داخل جسم الإنسان من دون رفض فوري.

يمكن أن توفر عمليات زرع الأعضاء الحيوانية في جسم البشر حلاً للنقص المزمن في المتبرعين بالأعضاء. ويوجد حالياً أكثر من 100 ألف أمريكي على قائمة الانتظار لإجراء عملية زرع الأعضاء.

فيما تشكّل عمليات الزرع من هذا النوع تحدياً لأن الجهاز المناعي للمتلقي يميل إلى التصدي للعضو الغريب. ولهذا السبب يتم تعديل الخنازير وراثياً لتقليل هذا الخطر أيضاً.

في الآونة الأخيرة، أجريت عمليات زرع كُلَى من خنازير معدلة وراثياً على مرضى متوفين دماغياً. وأعلن معهد زرع الأعضاء في مستشفى جامعة "إن واي يو لانغون" في نيويورك هذا الشهر أنه نجح في تشغيل كلية خنزير لدى شخص متوفى لفترة شهرين، وهي مدة قياسية.