على الرغم من مرور أكثر من 25 سنة على قضية ضحايا الإيدز في ليبيا التي تورطت فيها خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني كانوا يعملون في مستشفى الفاتح للأطفال في مدينة بنغازي، لا يزال الكثير من الغموض يلف تفاصيلها.
فقد أماط محمد أبو القاسم الزوي، آخر أمين لمؤتمر الشعب العام الليبي اللثام عن العديد من المعلومات التي ظلت لسنوات طي الكتمان.
الطبيب اعترف
وعاد بالذاكرة خلال الحلقة الخامسة من برنامج "الذاكرة السياسية" إلى تلك المأساة التي كان ضحيتها مئات الأطفال الليبيين. وكشف أن الطبيب الفلسطيني الذي كان متهما في القضية أقر خلال التحقيقات أن ممرضة بلغارية جندته، بعدما هددته بنشر صورها الحميمية معه، في حال لم يصمت عن عمليات حقن 400 طفل ليبي بمادة ملوثة بفيروس فقدان المناعة ( الإيدز).
كما أكد أن الممرضات البغاريات قمن بذلك، بطلب من جهة خارجية، زودتهن بالمادة الملوثة.
أما عن الهدف وراء تلك الجريمة، فأوضح أنه كان المقصود إثارة الليبيين ضد النظام في العام 2004.
إلى ذلك، استرجع الزوي أيام الدراسة في سبها، حيث تعرف على العقيد الراحل معمر القذافي، الذي كان منذ شبابه مولعاً بـ عبد الناصر وبهاجس الوحدة العربية.
وتطرق إلى تأسيس القذافي الخلية الأولى للتنظيم الناصري في ليبيا من خمسة أعضاء وكان الزوي واحدا منهم، تمهيدا لتغيير النظام وطرد القوات الأجنبية من البلاد، وهو ما تحقق في الأول من سبتمبر من العام 1969.
كما استعرض قضية لوكربي، حيث كان عضوا في اللجنة الليبية المعنية بحلّها وتحدث عن الاتهامات التي وُجّهت إلى نظام القذافي وكيف تمت تسوية القضية.
يذكر أن قضية الإيدز الشهيرة استمرت 9 سنوات من 1998 إلى 2007 عندما وصلت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر وسيسيليا ساركوزي الزوجة السابقة للرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي إلى ليبيا للتفاوض بشأن إطلاق سراح الممرضات.
وفي تموز 2007 نُقل المحكومين الستة إلى بلغاريا ووضعوا تحت الحجز، لكن أعفي عنهم لاحقًا، بعد أن كان القضاء الليبي أصدر بحقهم أحكاما بالإعدام.
وعقب الإفراج عنهم عقدت شراكة في عدة مجالات بين طرابلس وباريس، حيث وقع ساركوزي أثناء زيارة له إلى ليبيا على مشروع شراكة في مجال الطاقة النووية.