هل يتوصل العلم في المستقبل القريب إلى تقنية غير جراحية تساعد مرضى السرطان على متابعة علاجهم بأساليب آمنة وفعّالة؟ في الواقع هناك أمل كبير أثارته دراسة لجامعة نيويورك -أبوظبي أجراها فريق من الباحثين لديها، أسفرت عن تحقيق تقدّم ملحوظ في هذا المجال.
"يتمثّل الإنجاز الجديد في تطوير مجموعة من جسيمات النانوسفير المتقدمة، المتوافقة حيوياً والقابلة للتحلل، والمستهدِفة للأورام، ودمجها مع علاج السرطان الفعال بواسطة الضوء، لتعزيز كفاءة المنهجيات العلاجية الحالية القائمة على الضوء"، يقول مازن مجذوب، أستاذ علم الأحياء رئيس الفربق المشارك ومدير مختبر مجذوب في الجامعة.
والعلاج بالضوء يعتمد على منهجيتين لمهاجمة الأورام، الأول العلاج الضوئي الديناميكي والآخر العلاج الضوئي الحراري، ففي الطريقة الأولى تستخدم أشعة الليزر لتفعيل المُحسس الضوئي لتوليد مركبات الأوكسجين التفاعلية، وهي مادة كيميائية شديدة التفاعل وسامة للخلايا السرطانية.
أما في حالة العلاج الضوئي الحراري، فيقوم العامل الحراري الضوئي بتحويل الضوء الممتص إلى حرارة، ليؤدي الارتفاع الناتج في درجات الحرارة إلى تدمير أنسجة الورم تدميراً جزئياً أو كاملاً.
ويقول مجذوب إن هناك حاجة ماسة إلى أساليب علاجية جديدة لتعزيز الترسانة الحالية من علاجات مكافحة السرطان، موضحاً أن "الغلاف النانوي المتعدد الوظائف الذي طوره فريقنا يساعد في التغلب على المشكلات التي حدت من فعالية العلاجات الرئيسية المعتمدة على الضوء، ما يوفر منصة نانوية واعدة تستهدف الأورام وتسهل التصوير التشخيصي المتعدد الوسائط وعلاج السرطان التوافقي القوي".
ويشدد على أن "هذا العمل يفتح طريقاً مثيراً للمضي قدماً في تطوير علاجات السرطان المعتمدة على الضوء".
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2020 نشر موقع Global Society of Chemistry الأميركي المتخصص بإجراء التجارب السريرية لعلاجات السرطان، تقريراً عن الغلاف النانوي ذكر فيه أن الجسيمات النانوية المغناطيسية أكثر المواد النانوية الواعدة للتطبيق السريري في التصوير غير الموسع وتوصيل الأدوية لعلاج الأورام الخبيثة.
وأشار التقرير إلى إعداد جسيمات نانوية مغناطيسية جديدة مطلية بكربونات الكالسيوم، وتحميلها بأدوية قريبة من الأشعة تحت الحمراء لاستخدامها كمنصة نانوية علاجية متعددة الوظائف لتشخيص الأورام الخبيثة وعلاجها.
بعد ذلك، تم استخدام هذه الجسيمات المحملة بالأدوية في العلاج الديناميكي الضوئي/الحراري الضوئي المشترك عن طريق الحقن الوريدي الذي تم توجيهه في الوقت نفسه عن طريق التصوير الفلوري/التصوير بالرنين المغناطيسي.
وأظهر المسبار النانوي استهدافاً ممتازاً للورم وتحسناً كبيراً في تجميع الأدوية في موقع الورم. وتم تطبيق العلاج الحراري/الديناميكي الضوئي ذي الطول الموجي الفردي على الفئران النموذجية لسرطان الكبد، ما حقق في النهاية تأثيراً علاجياً مثيراً مضاداً للورم.
وقد ذكر التقرير أن هذه الدراسة قد تعزز المزيد من الاستكشاف للمنصات النانوية القائمة على الجسيمات النانوية المغناطيسية للتطبيق السريري في علاج الأورام الخبيثة. وهو فعلاً ما حصل بعد الدراسة الأخيرة التي قام بها الباحثون في جامعة نيويورك.