طالب نواب البرلمان الاردني بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وطرد سفير الكيان من “رابية عمان” وسحب السفير الأردني من تل أبيب، والتصويت على الغاء معاهدة وادي عربة، معتبرين أن إسرائيل كيان إرهابي يؤمن بالتطرف ويتعامل بمنطق العصابات.
جاء ذلك في الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس النواب عصر أمس برئاسة رئيس المجلس أحمد الصفدي وحضور رئيس الوزراء بشر الخصاونة والحكومة حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وارتكابه جرائم حرب بحق أبناء القطاع، كان آخرها مجزرة المستشفى المعمداني، والتي بدأت بوقوف النواب والحكومة دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء العدوان.
وأكد النواب والحكومة رفضهم المطلق للإبادة الجماعية التي تمارسها آلة القمع الصهيوني بحق أبناء قطاع عزوة، حيث طالب النواب بلسان رئيس مجلسهم بتقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية الجنائية جراء الجرائم التي ترتكب، معتبرين أن جريمة المستشفى الأهلي المعمداني، ستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية، فيما شددوا على أن الأردن يعتبر أي محاولة لتهجير الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة خطا أحمر أردنيا وعربيا دونه خرق القتاد.
وفي مستهل الجلسة قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي إن الكيان الغاصب تمادى على أرض فلسطين الطاهرة في ارتكابه لمجازر بشعة وآخرها قصف المستشفيات في مشهد يدلل على أنه كيان إرهابي يؤمن بالتطرف ويتعامل بمنطق العصابات.
وقال لقد قام الكيان الغاصب بجريمته الجبانة على مرأى ومسمع من العالم كله وسط غياب الضمير وصمت القوى التي طالما حاولت تصدير مفاهيم وقيم حقوق الإنسان وحق العيش بكرامة وسلام.
وتابع بالقول: اليوم مع حالة التضليل الإعلامي التي تصور الجاني بأنه ضحية، لم يعد هناك معنى لكل مبادئ الإنسانية والقانون الدولي، التي حاول البعض تسويقها علينا عبر سنوات خلت، فماذا يمكن أن نسمي هذا الدمار سوى أنه الإرهاب بعينه، وانعكاس حقيقي لتطرف حكومة اليمين، مطالبا باسم ضمائر ووجدان كل الأردنيين انتصارا لدماء الشهداء، بتقديم قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية، على ما ارتكبوه من جرائم لم يسبقهم إليها سوى أبناء جلدتهم.
وأضاف: لقد أصبح قطاع غزة شاهدا على جرائم حرب مارس فيها الاحتلال شتى صنوف الإرهاب والتنكيل والدمار، مستهدفا المدنيين صغارا وكبارا، وستبقى جريمة المستشفى الأهلي المعمداني، وصمة عار في جبين الإنسانية، وجريمة حرب نكراء.
وقال: أخاطب ما تبقى من إنسانية في هذا العالم الصامت، وأخاطب الضمائر الحية التي هزها مشهد الإرهاب من قصف للمستشفيات والمساجد والمدارس في قطاع غزة الصامد، مشيرا إلى أن الإنكار الدولي للحق الفلسطيني والتغاضي عن ممارسات الاحتلال، هي السبب الرئيس فيما نشهده اليوم من تصاعد لوتيرة الحرب، ولم يعد مقبولا بأي شكل من الأشكال صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال.
وتابع: نقول بضمير ووجدان الأردنيين أجمع إن القوى الفاعلة والمؤثرة في صناعة القرار الدولي، تقف أمام اختبار الضمير والإنسانية، وعليها التوقف عن التعامل بهذه الازدواجية البغيضة، مؤكدين هنا أننا لن نقبل بأي شكل من الأشكال، أي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من كافة أراضيهم، أو التسبب في نزوحهم.
وقال: لقد حذر الأردن مرارا عبر العديد من خطابات جلالة الملك، من أن غياب الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، من شأنه أن يبقي المنطقة على صفيح من التوتر والغليان، كما أن تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولة تهويد الكيان سيجر المنطقة إلى الهاوية.
وختم بالقول: سنبقى مع أبناء شعبنا العظيم موحدين خلف الجهود التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني، في مساعيه لوقف العدوان على الأشقاء في غزة وحماية المدنيين الأبرياء، وإيصال المساعدات العاجلة لهم، معربا عن عظيم الفخر بكوادر المستشفى الميداني الأردني، والتي بقيت صامدة في موقعها رغم القصف والدمار، وأهمية وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية، والوقوف خلف جيشنا وأجهزتنا الأمنية وعدم الانجرار وراء أي ممارسات خارجة عن القانون.
وقال: كلنا في هذا الوطن، نوابا وأعيانا وحكومة وإعلاما وأحزابا وشعبا، قوات مسلحة عندما يتعلق الأمر بالأردن، والحفاظ على أمنه واستقراره ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد وطننا.
وطالب نواب خلال الجلسة بتقديم قادة الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب، مشددين على أن القوات الإسرائيلية ترتكب جرائم حرب بحق أهل قطاع غزة ، ودانوا الصمت الدولي على مجزرة القوات الإسرائيلية بحق المدنيين والأطفال والجرحى والكوادر الطبية.
وجددوا وقوفهم خلف جلالة الملك عبدالله الثاني في مواقفه وجهوده لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدين على أهمية وحدة جبهتنا الداخلية لمواجهة المخططات الصهيونية.
وأشاد نواب بقرار جلالة الملك بإلغاء القمة الرباعية التي كانت ستعقد في عمان بين الملك والرئيس الأميركي والرئيس المصري والرئيس الفلسطيني، موجهين التحية لأهل غزة ومقاومتها التي تخوض معركة مصيرية مع الصهاينة، معبرين عن فخرهم بصمود أهل غزة في مواجهة العدوان الهمجي.