المجاعة تقترب في غزة... القصف الاسرائيلي "المكثف" يتواصل ومقتل ‏أكثر من 400 شخص خلال 48 ساعة

عربي ودولي
قبل 11 أشهر I الأخبار I عربي ودولي

شنّت إسرائيل اليوم السبت عمليات قصف إضافية على غزة ‏مع تأكيدها مواصلة الحرب ضد حركة حماس بعيد صدور ‏قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو الى زيادة كبيرة وفورية ‏في المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.‏

 

وبعد خمسة أيام من المفاوضات، طالب المجلس الذي يواجه ‏انتقادات لفشله في اتخاذ أي خطوة ملموسة حيال الحرب التي ‏اندلعت قبل أكثر من شهرين، في قرار الجمعة بزيادة "واسعة ‏النطاق" للمساعدات دون الدعوة إلى وقف لإطلاق النار ‏ترفضه واشنطن حليفة إسرائيل.‏

 

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس صباح السبت مقتل 18 ‏شخصا في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات ‏وسط القطاع "خلال الليلة الماضية".‏

 

وأكدت أن الجيش الإسرائيلي يواصل "القصف المكثف" ‏لمختلف أنحاء القطاع، مشيرة الى مقتل أكثر من 400 شخص ‏في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.‏

 

 

 

من جهته، أعلن الجيش ليل الجمعة تدمير مجمع أنفاق ‏‏"استراتيجي" ومقرات لحماس في مدينة غزة بشمال القطاع.‏

 

يأتي ذلك بعيد صدور قرار مجلس الأمن الرقم 2720 الذي ‏يدعو "كل الأطراف الى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري ‏والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق" إلى ‏غزة، واتّخاذ إجراءات "عاجلة" بهذا الصدد و"تهيئة الظروف ‏لوقف مستدام للأعمال القتالية".‏

 

ويطالب النص أيضا باستخدام "كل طرق الدخول والتنقل ‏المتاحة في كل أنحاء قطاع غزة" لتوصيل الوقود والغذاء ‏والمعدات الطبية إلى القطاع.‏

 

وصدر القرار بتأييد 13 من الأعضاء وامتناع الولايات ‏المتحدة وروسيا.‏

 

لكن تأثيره على الأرض يبقى موضع تساؤل، اذ أن ‏المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن ‏بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة ‏نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار الذي طال ‏غالبية مقومات الحياة اليومية.‏

 

وفي حين أن قرارات المجلس ملزمة، لا يمنع ذلك بعض ‏الدول من عدم احترامها.‏

 

وفي تعليقه على القرار، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي ‏كوهين أن الدولة العبرية ماضية في هدفها المعلن منذ بدء ‏الحرب، وهو "القضاء" على حركة المقاومة الإسلامية ‏‏(حماس) التي تسيطر على القطاع منذ العام 2007.‏

 

وكتب كوهين على منصة "إكس" أن "إسرائيل ستواصل ‏الحرب في غزة الى حين الإفراج عن كل الرهائن والقضاء ‏على حماس في قطاع غزة".‏

 

وأكد أن إسرائيل "ستواصل تفتيش كل المساعدة الانسانية الى ‏غزة لأسباب أمنية"، معتبرا أن "قرار مجلس الأمن يشدد على ‏الحاجة لضمان أن تصبح الأمم المتحدة أكثر فعالية في نقل ‏المساعدة الإنسانية وضمان أن المساعدة تبلغ مقصدها ولا ‏تنتهي بين أيدي إرهابيي حماس".‏

 

 

 

وضع صحي "كارثي" -‏

ويقترح القرار نظاما تحت رعاية "منسّق" أممي مسؤول عن ‏‏"تسريع" عملية التسليم من خلال "التشاور" مع الأطراف، ما ‏يعني أن إسرائيل ستحتفظ بالإشراف التشغيلي على توصيل ‏المساعدات.‏

 

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس ردا على على ‏الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة على أراضيها في ‏السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وأدى إلى مقتل نحو 1140 ‏شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أعدته وكالة ‏فرانس برس استنادا إلى الحصيلة الإسرائيلية.‏

 

كما احتجز مقاتلو حماس وفصائل أخرى نحو 250 رهينة، ما ‏زال 129 منهم محتجزين في غزة، بحسب إسرائيل.‏

 

وخلّفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن ‏‏20057 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ‏ألف جريح، وفق أحدث حصيلة لحكومة حماس.‏

 

وأدّت الحرب الى دمار واسع في غزة، وأحالت أحياء بكاملها ‏ركاما. كما بلغ الوضع الانساني مستويات كارثية بعدما شددت ‏إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب، وقطعت ‏امدادات المياه والكهرباء والوقود والمواد الغذائية.‏

 

ورغم السماح بدخول قوافل إغاثية، تؤكد منظمات دولية أن ‏هذه الكميات تبقى أدنى بكثير من حاجات السكان.‏

 

وعلى مدى الأسابيع الماضية، كانت المساعدات الانسانية ‏تدخل حصرا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. وفي الآونة ‏الأخيرة، أعلنت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم بين أراضيها ‏والقطاع بشكل "موقت". وتقوم الدولة العبرية بتفتيش كل ‏المساعدات قبل أن تجيز إدخالها.‏

 

ويواجه نصف مليون شخص، أي قرابة ربع السكان، خطر ‏الجوع بحسب تقرير صادر هذا الأسبوع عن برنامج أممي ‏يرصد مستويات الجوع في العالم. وفي الأسابيع الستة المقبلة، ‏قد يجد جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، ‏أنفسهم في الوضع نفسه.‏

 

الى ذلك، فإن تسعة فقط من مستشفيات غزة البالغ عددها 36 ‏لا تزال تعمل جزئيا، وفق منظمة الصحة العالمية.‏

 

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مساء ‏الجمعة عبر منصة إكس "الجوع موجود، والمجاعة تقترب ‏في غزة. السكان يتضورون جوعا ويبيعون أغراضهم مقابل ‏الغذاء"، مضيفا "الآباء يحرمون أنفسهم حتى يتمكن أطفالهم ‏من تناول الطعام، وهو أمر كارثي على الحالة الصحية ‏للسكان في كل أنحاء قطاع غزة".‏

 

 

 

توترات إقليمية ‏

وتتواصل جهود الوسطاء المصريين والقطريين لمحاولة ‏التوصل إلى هدنة جديدة بين إسرائيل وحماس. وكانت هدنة ‏أولى استمرت أسبوعا في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) أتاحت ‏الإفراج عن 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا وإدخال المزيد ‏من المساعدات إلى القطاع.‏

 

لكن مواقف طرفي النزاع تبدو متباعدة: فحماس تطالب بوقف ‏العمليات قبل أي مفاوضات بشأن الرهائن، في حين تبدي ‏إسرائيل استعدادا للهدنة لكنها ترفض وقف النار قبل "القضاء" ‏على الحركة.‏

 

وتثير الحرب توترات إقليمية وخشية من اتساع نطاق النزاع، ‏خصوصا في البحر الأحمر حيث يشن المتمردون الحوثيون ‏في اليمن هجمات على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، أو ‏على الحدود بين الدولة العبرية ولبنان حيث تتبادل إسرائيل ‏وحزب الله القصف بشكل يومي.‏

 

وتدعم إيران، العدو الإقليمي اللدود لإسرائيل، الحوثيين ‏وحزب الله.‏

 

واتهمت واشطن طهران الجمعة بالضلوع في الهجمات التي ‏يشنها الحوثيون من اليمن "نصرة للشعب الفلسطيني".‏

 

وقال البيت الأبيض إن طهران زودت الحوثيين طائرات ‏مسيّرة وصواريخ ومعلومات استخباراتية تكتيكية. وقالت ‏المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون "نعلم أن ‏إيران ضالعة بشدة في التخطيط للعمليات ضد سفن تجارية في ‏البحر الأحمر".‏

 

ومع تعطّل حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، أعلنت ‏الولايات المتحدة أخيرا تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات ‏تضم أكثر من 20 دولة لحماية السفن.‏