"حزب الله": لا تفاوض قبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة

عربي ودولي
قبل 10 أشهر I الأخبار I عربي ودولي

أكدت أوساط في "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، أنه "لا نقاش سياسياً أو تفاوض على الساحة اللبنانية قبل وقف الحرب على غزة" في الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لمنع التصعيد العسكري في لبنان وتعبيد الطريق أمام تسوية سياسية تساهم في وقف إطلاق النار.

وأتى الاستهداف الإسرائيلي، اليوم الاثنين، للمسؤول العسكري في "حزب الله" وسام حسن طويل ليرفع مستوى المواجهة بين الحزب والاحتلال الإسرائيلي ويزيد التعقيدات في المشهد السياسي والدبلوماسي، وهو ما من شأنه أن يعرقل المفاوضات الحاصلة على خطّ التهدئة.

وتشير أوساط نيابية في "حزب الله" في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "لا الحرب ستكون وفق التوقيت الإسرائيلي ولا الشروط الإسرائيلية ستُفرض على لبنان، ومهما حاول الوسطاء، يتقدّمهم الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، فلن يتمكنوا من إحداث أي خرق أو حلّ".

وتلفت تلك الأوساط إلى أنّ "معظم الوفود الأجنبية الأوروبية التي تأتي إلى لبنان معروفٌ موقفها من العدوان على غزة، وهي داعمة للاحتلال وأصبحت شريكة بالمجازر التي يرتكبها، وعليها بدل صبّ اهتمامها على الساحة اللبنانية أن تكثف جهودها مع إسرائيل حتى يوقف عدوانه، وعندها يمكن الحديث عن لبنان".

وتشدد الأوساط نفسها على أن "ردّ حزب الله على اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري لم ينتهِ بعد، والضربة الأولى التي وجهها ضد قاعدة ميرون الإسرائيلية موجعة جداً بحيث كثف الاحتلال الإسرائيلي عملياته جنوبي لبنان، لكن في المقابل، حزب الله لن ينجرّ إلى الحرب ولن يحقق هدف الاحتلال"، مؤكدة أن حزب الله "لا يريد توسعة المعارك، أما في حال العدوان الواسع فإن الحزب جاهز للذهاب إلى الحرب ومستعدّ لها بشكل سيفاجئ العدو".

حركة الوفود مستمرّة إلى لبنان لمنع التصعيد

من جهة ثانية، وفي إطار حركة الوفود المكثفة إلى لبنان، قال مصدرٌ مقرّبٌ من رئيس البرلمان نبيه بري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا سيعقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، غداً الثلاثاء، وسيتفقد بعثات حفظ السلام، وذلك في إطار جولة يقوم بها على الشرق الأوسط".

وأشار المصدر إلى أن "زيارة لاكروا تندرج في إطار الحركة الدبلوماسية المكثفة تجاه لبنان لمنع التصعيد العسكري ومحاولة العمل على وقف إطلاق النار والتي ارتفع منسوبها عقب اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت في ظلّ الخشية من تداعياتها وانعكاسها بحرب شاملة".

ولفت المصدر إلى أن "موقف لبنان بات معروفاً برفضه للحرب، ورفعه الصوت في المقابل وبالطرق الدبلوماسية بوجه الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، التي كان آخرها الاعتداء الفاضح والخطير للسيادة اللبنانية باستهداف الضاحية. كما سيؤكد المسؤولون اللبنانيون لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام أن لبنان متمسك بدور اليونيفيل في الجنوب ومهامها والتنسيق المستمرّ بينها والجيش اللبناني في إطار العمليات الجارية".

في المقابل، أكد المصدر أن لا موعد حُدد حتى الساعة مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، المنتظر وصولها إلى بيروت في إطار الجولة التي تقوم بها، وستكون هذه الزيارة الثانية لها إلى لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (تاريخ بدء الاشتباكات على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، غداة إطلاق عملية طوفان الأقصى).

"حزب الله" والردّ الثاني على اغتيال العاروري

وفي وقتٍ تستبعد فيه أوساط سياسية لبنانية أن تؤدي الحركة الدبلوماسية إلى نتيجة ملموسة، من ضمنها الزيارة التي قام بها مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت الماضي، إلى بيروت، تبقى الأنظار متجهة إلى الميدان الذي حوّل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله الكلمة إليه بعد اغتيال العاروري.

وأعلن "حزب الله" في بيانٍ، أول من أمس السبت، إطلاق 62 صاروخاً على قاعدة ميرون الإسرائيلية للمراقبة الجوية في إطار الردّ الأولي على اغتيال العاروري.

وكشف رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين أن "استهداف قاعدة ميرون الجوية له رسائل عدة، فالموقع هو موقع لهداية الطائرات، وفيه ردارات ودعم لسلاح الجو الإسرائيلي الذي قصف الضاحية".

وقال صفي الدين "ليس هناك قواعد محيّدة أو مستورة أمام صواريخ وقدرات المقاومة، كل المواقع في الكيان الصهيوني هي تحت مرمى صواريخ المقاومة، وهي أهداف يمكن أن تصل إليها المقاومة".

وفي السياق، قال الخبير العسكري عمر معربوني، لـ"العربي الجديد"، إن "الموقع الإسرائيلي المُستهدَف من جانب حزب الله كردّ على اغتيال العاروري يعدّ بمثابة هدف استراتيجي، باعتبار أنه يصنّف من ضمن أكبر 5 مواقع استراتيجية لدى الكيان الإسرائيلي، حيث إن قاعدة ميرون هي قاعدة لإدارة العمليات الجوية والرصد والتشويش وبشكل خاص فيها قاعدة أساسية لإدارة أعمال الطائرات المسيّرة الإسرائيلية".

ويلفت معربوني إلى أن "استراتيجية الموقع تؤكد أهمية الردّ، عدا عن أن حزب الله قال بشكل واضح إنه ردّ أوليّ، ويمكن تفسير ذلك باتجاهين، الأول أن هناك ردوداً أو استهدافات لاحقة، والثاني انتظار الردّ الإسرائيلي الذي بتقديري وبعد مرور يومين على الاستهداف لم نشاهد رداً موازياً، رغم بعض الخروقات التي سجلت، بيد أن ما حصل حقق العودة إلى مرحلة توازن الردع، وهو الأمر الذي أراده حزب الله من خلال عمليته".

 

ويشير الخبير العسكري إلى أن "حزب الله يمتلك وسائل قتال كاملة ومتكاملة من حيث النوعية والمدى، ويستطيع بالتالي أن يستهدف كامل أراضي فلسطين المحتلة سواء بالصواريخ الدقيقة أو حتى بالمسيّرات التي يمكنها أن تقطع آلاف الكيلومترات"، لافتاً إلى أنه "في سياق الحرب الشاملة والمفتوحة، من المؤكد أنّ حزب الله قادرٌ على استهداف مواقع عدّة ذات أهمية استراتيجية، وبقدرة تدمير أكبر بكثير، فعلى سبيل المثال، صاروخ فاتح 110 يمتلك رأسا متفجرا بين 500 و600 كلغ ويمكن أن يصل إلى مدى بين 200 و400 كلم بحسب طرازاته المختلفة".

ويرى معربوني أن احتمالات أن تذهب الأمور إلى مستوى أعلى عسكرياً تبقى واردة، خصوصاً أن حدة التوتر على الحدود اللبنانية الفلسطينية مرتفعة، والأمور تبعاً لذلك يجب مقاربتها يوماً بيوم.