انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة

محليات
قبل 5 أشهر I الأخبار I محليات

تجمّع أكثر من مليون حاج في مكة المكرمة الجمعة، إيذاناً ‏ببدء مناسك الموسم الحالي الذي يأتي في خضم توتر إقليمي ‏بفعل الحرب القائمة في غزة، ووسط درجات حرارة مرهقة.‏

 

وتبدأ حشود الحجاج بالطواف حول الكعبة، قبلة المسلمين في ‏صلاتهم، بأثواب الإحرام البيضاء، مع شعور كثيرين منهم ‏بالحزن بعد مرور ثمانية أشهر على الحرب بين إسرائيل ‏وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.‏

 

 

وقالت زهرة بني زهرة (75 عاماً) من المغرب لوكالة ‏‏"فرانس برس"، وهي تبكي "إخواننا يموتون، ويمكننا أن نرى ‏ذلك بأعيننا".‏

 

من جهتها، قالت بليندا إلهام من إندونيسيا، التي تضم أكبر ‏عدد من السكان المسلمين في العالم، إنها "ستصلي كل يوم ‏حتى ينتهي ما يحدث في فلسطين".‏

 

واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول ‏‏(أكتوبر) بعدما شنت حماس هجوماً غير مسبوق على إسرائيل ‏خلف 1194 قتيلاً غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لوكالة "فرانس ‏برس" يستند إلى معطيات إسرائيلية رسمية.‏

 

خلال هذا الهجوم احتُجز 251 رهينة، ما زال 116 منهم في ‏غزة بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.‏

 

وردّت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات ‏البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37232 شخصاً ‏في غزة معظمهم مدنيون وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في ‏القطاع.‏

 

وأصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الاثنين، أمراً ‏باستضافة ألف حاج "من أسر الشهداء والجرحى من قطاع ‏غزة"، ليرتفع عدد الحجاج الفلسطينيين لأداء مناسك هذا العام ‏إلى ألفي شخص، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.‏

 

ورغم ذلك، حذر الوزير السعودي المسؤول عن الحج توفيق ‏الربيعة، الأسبوع الماضي، من أنه لن يتم التسامح مع "أي ‏شعارات سياسية".‏

 

 

‏"شرب الماء بانتظام" ‏

ويتضمن الحج، وهو أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، ‏سلسلة من الشعائر في مكة وضواحيها في غرب المملكة ‏العربية السعودية والتي تستغرق أياماً عدة لإكمالها.‏

وستكون الذروة يوم السبت بصلاة طوال اليوم على جبل ‏عرفات، حيث ألقى النبي محمد خطبته الأخيرة.‏

 

ويدور الحجاج الذين يرتدون ملابس الإحرام البيضاء حول ‏الكعبة بأعداد كبيرة منذ أيام عدة. وقد انتظر البعض لسنوات ‏فرصة أداء المناسك، مع تخصيص التصاريح من قبل ‏السلطات السعودية على أساس الحصص لكل دولة.‏

 

وتقول نونارتينا حاجيباولي (50 عاماً) إنها تشعر بالفخر ‏لكونها جزءاً من ألف حاج وصلوا هذا العام من سلطنة ‏بروناي في جنوب شرق آسيا.‏

 

وتضيف "أنا عاجزة عن الكلام، ولا أستطيع أن أصف ما ‏أشعر به".‏

 

 

واجتذب الحج العام الماضي أكثر من 1,8 مليون حاج، وفقاً ‏للأرقام الرسمية، بعدما رفعت السلطات القيود المفروضة في ‏أعقاب جائحة كورونا.‏

 

وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نحو 1,5 مليون شخص ‏وصلوا حتى وقت متأخر من يوم الاثنين.‏

 

وكما كان الحال منذ سنوات عدة، يقام التجمع هذا العام خلال ‏فصل الصيف السعودي الحار، ويتوقع المسؤولون أن يصل ‏متوسط الحرارة إلى 44 درجة مئوية.‏

 

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي ‏إنه تم تسجيل أكثر من عشرة آلاف حالة من الأمراض ‏المرتبطة بالحر العام الماضي أثناء الحج، بما في ذلك 10 في ‏المئة من ضربات الشمس، وهي أخطر أشكالها.‏

 

 

وتشمل تدابير تخفيف الحرارة هذا العام، تغطية الطرقات التي ‏يستخدمها المصلون بمادة بيضاء، ما يخفض درجة حرارة ‏الأسفلت بنسبة 20 في المئة، بحسب السلطات.‏

 

يضاف إلى ذلك، المرشات المثبتة في الساحة المركزية، ‏وتوزيع المياه والمظلات، والنصائح التي يقدمها المتطوعون ‏الشباب، ومراكز التسوق التي لا تعد ولا تحصى والتي تسمح ‏للحجاج بالاسترخاء بين صلاتين.‏

 

ووصلت إلى الحجاج رسالة نصية الخميس تطلب منهم "شرب ‏الماء بانتظام لأكثر من 2 لتر يومياً" و"حمل المظلة الشمسية ‏معك دائماً"، محذرة من أن درجات الحرارة قد ترتفع إلى 48 ‏درجة مئوية.‏