في الوقت الذي جاءت فيه تأكيدات من الأمم المتحدة أن جولة المفاوضات في سلطنة عمان بين طرفي النزاع في اليمن، التي تهدف إلى التوصل إلى إجراءات لإطلاق سراح سجناء، أسفرت عن "انفراجة مهمة"، إلا أن الباحث السياسي عادل الأحمدي رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات يرى عكس ذلك، إذ يرى "النكوث" عن الاتفاقات من الجانب الحوثي أسلوبًا لا يتعدى تفسيره "التكتيك والمناورة" لكسب الوقت لتحقيق انتصارات أخرى.
ويقول الأحمدي في مقابلة صوتية لـ"اندبندنت عربية" إن "الحوثي يتعمد المراوغة في المفاوضات، وهو أسلوب اعتاده اليمنيون منذ 20 عامًا منذ أول شرارة تمرد للحوثيين في صعدة في يونيو 2004 وحتى اليوم".
ويرى الأحمدي أن الحكومة الشرعية قدمت تنازلات عديدة من أجل المواطن اليمني، ولكن الجماعة المتمردة لم تكن تقدم حيال ذلك سوى النكوث، وهو ما تعتبره "عقيدة" يجب الوفاء بها.
ولا يرى الباحث السياسي اليمني أي انفراجة في قراءته المفاوضات الجارية في السلطنة، وهي كما يقول "الآمال بوجود حل سياسي شامل مع الحوثيين تكاد تكون تحت الصفر، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" مع جماعة مؤدلجة لا تفي بالوعود. والأمثلة كثيرة في ما مضى بخاصة في ما يتعلق بالجوانب الإنسانية قبل السياسية.
وفي الوقت التي تسعى فيه قوات التحالف والشرعية باليمن إلى إرساء السلام يقابلها "تهديد" حوثي كما يقول الأحمدي، وهو مؤشر إلى أن الجماعة التي يصفها بـ"العصابة" لا تريد الأمن والسلام. والسلام لن يتحقق بوجود مسببات الحرب وهي الجماعة المدعومة من إيران التي لم تسلم منها سفن الملاحة الدولية.
وقال مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج الأحد في بيان، إن المفاوضات برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر "أسفرت عن انفراجة مهمة، حين توصلت الأطراف إلى تفاهم حول إطلاق سراح محمد قحطان، مما كان مثار خلاف لسنوات".
وفي مارس 2023 توصل الحوثيون والحكومة خلال مفاوضات عقدت في العاصمة السويسرية برن إلى اتفاق على تبادل نحو 900 أسير.
وبموجب الاتفاق جرت في الشهر التالي عملية تبادل كبرى استمرت ثلاثة أيام، وتزامنت مع جهود دبلوماسية تلت التقارب السعودي - الإيراني، وهدفت إلى وضع الحرب الدامية في البلد الفقير على طريق الحل.
وبدا أن المفاوضات توقفت مذ بدأ المتمردون الحوثيون ينفذون هجمات قبالة سواحل اليمن ضد سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في ما يعدونه دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يشهد منذ السابع من أكتوبر 2023 حربًا بين إسرائيل وحركة "حماس".