لا يقتصر وجود ألم الثدي على النساء، بل إنه يصيب الرجال والأطفال، بالإضافة للمرأة بأكثر من مرحلة عمرية في حياتها ولاسيما الحمل والولادة.

في مقالنا هذا سنعرفك على أسباب ألم الثدي لدى الرجال والنساء، مع التطرق إلى الأسباب الداخلية والخارجية لألم الثدي.

ما سبب ألم الثدي؟

أكثر من أمر يمكن أن يكون مسبباً لألم الثدي بشكل عام وخاصة عند النساء، منها : 

 

اقتراب الحيض: قبل يومين إلى ثلاثة أيام من الدورة الشهرية يحدث ألم الثدي الذي يكون خفيفاً أو متوسط الشدة ويؤثر على كلا الثديين. 

 

التغيرات الهرمونية: يتطور الثديان بسبب زيادة هرمون الاستروجين خلال فترة البلوغ، وفي أثناء الدورة الشهرية تسبب الهرمونات المختلفة تغيرات في أنسجة الثدي يمكن أن تؤدي إلى الألم أو الانزعاج لدى بعض النساء. 

قد يشير ألم الثدي إلى إصابة في الثدي غير سرطانية (حميدة)، ونادراً ما يشير إلى سرطان الثدي. 

كيسات الثدي: مع تقدم المرأة في العمر يتعرض ثدياها لتغييرات تتمثل باستبدال أنسجة الثدي بالدهون، وهذا قد ينجم عنه تكون الكيسات أو الأنسجة الليفية التي تُعرف باسم التغيرات الكيسية الليفية أو أنسجة الثدي الليفية التي يمكن أن تسبب الألم ولاسيما في الأجزاء العلوية والخارجية من الثدي.

سبب ألم الثدي عند لمسه:

لا يختلف هذا الألم كثيراً عن أسباب الآلام السابقة حيث يعرف بالألم غير الدوري، ويتميز بما يلي :

 

يكون الشعور بألم الثدي قوياً عند لمسه عندما يكون هذا الألم خارجياً، أي غير ناتج عن سبب داخل الثدي.

ألم الثدي الخارجي عادة ما يكون مصدره من جدار الصدر أو من العضلات أو الأنسجة المحيطة بدلاً من الثدي نفسه.

 

سبب ألم الثدي مع تأخر الدورة الشهرية:

تأخر أو احتباس الدورة الشهرية قد يكون مقدمة لألم الثدي لدى النساء للأسباب التالية :

يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرموني الاستروجين والبروجسترون قبل الحيض إلى حدوث التهاب في الثدي، كما يمكن أن تسبب هذه التغييرات تورم العقدة الليمفاوية؛ وهذا بدوره قد يؤدي إلى ألم الثدي إن تأخر الحيض.

قد يرتبط ألم الثدي بإفراز هرمون البرولاكتين الذي يحفز إنتاج حليب الثدي عند النساء بعد الولادة، وهو موجود في جسد الأنثى ويمكن أن يؤثر على الثدي حتى عند النساء اللواتي لم ينجبن حديثاً في حال تأخر الدورة الشهرية.

قد يحدث ألم الثدي مع اقتراب وقت الإباضة أي عندما يطلق المبيض بويضة بهدف الإخصاب، وعادة ما يحدث ذلك من 12 إلى 14 يوماً قبل أن بدء الدورة الشهرية لذا فإن تأخر الدورة يزيد احتمالية هذا الألم.

سبب ألم الثدي في بداية الحمل:

في بدايات الحمل قد يتعرض جسم المرأة لبعض التأثيرات كما قد تشعر بألم في الثدي للأسباب التالية :

غالباً ما يكون ألم الثدي هو أول أعراض الحمل ويحدث في وقت مبكر من أسبوع إلى أسبوعين بعد الحمل. في الأسبوع الثالث والرابع من الحمل يصل ألم الثدي إلى ذروته وكذلك في الأشهر الثلاثة الأولى لأن الكثير من الهرمونات تكون قد أفرزت في جسم الأنثى بهدف تحضير الثديين للرضاعة الطبيعية. في بداية الحمل يزداد تدفق الدم إلى الثديين ويزداد حجمهما؛ الأمر الذي قد يسبب الألم الشديد وحتى التهيج والحكة.

سبب ألم الثدي بعد الولادة

حتى بعد الولادة تكون الأم عرضة لألم الثدي بسبب ما يلي :

بعد الولادة تنخفض مستويات هرمونات الحمل كالإستروجين والبروجسترون، ويبدأ مستوى البرولاكتين بالارتفاع بهدف تهيئة الثديين لإنتاج الحليب الكامل وهذا قد يسبب الألم.

قد يستمر إفراز البرولاكتين غير متناسب مع عملية الرضاعة للطفل ما يسبب الاحتقان في الثدي، والذي يؤدي إلى الألم بالنتيجة، قد تشعر المرأة بوخز في ثدييها نتيجة عدم القدرة على التنبؤ بمواعيد الرضاعة الصحيحة والمناسبة للطفل بعد ولادته، حيث يشار إلى هذا الوخز على أنه إخطار للأم بأن وقت إطعام الطفل قد حان. التهاب الحلمة قد يكون سبباً لألم الثدي بعد الولادة، وذلك بسبب الرضاعة بطريقة غير صحيحة.

سبب ألم الثدي عند الرضاعة:

هناك أكثر من سبب لألم الثدي عند الرضاعة، مثل :

التهاب الضرع: هو عدوى تصيب قنوات الحليب، ويمكن أن يسبب ألماً شديداً وقوياً بالإضافة إلى التشقق أو الحكة أو الحرق أو التقرح في الحلمتين.

احتقان الأوعية الدموية: يحدث عندما يصبح الثديان ممتلئين ومتضخمين ما يسبب شعوراً بالضيق والألم.. إذا كان الطفل لا يأخذ حلمة الثدي بفمه بشكل مناسب؛ فمن المحتمل أن تعاني الأم ألم الثدي، حيث تشمل العلامات التي قد تشير ذلك تشقق الحلمة وآلامها.

سبب ألم الثدي عند الأطفال:

يمكن أن يعاني الأطفال من ألم الثدي لما يلي :

 

السب الرئيس لألم الثدي عند الأطفال هو نمو الثدي ولاسيما عند الانتقال لمرحلة المراهقة. هناك كتلة صغيرة تشبه الأزرار أسفل منطقة الحلمة تسمى "برعم الثدي" وهو موجود لدى الفتيات والأولاد، وقد يكون رقيقاً أو ضعيفاً قليلاً فيسبب بعض الألم لكن رغم ذلك فهذا جزء طبيعي من سن البلوغ. نمو الجسم بشكل عام لدى الأطفال يؤدي إلى تمدد أنسجة الثدي ما يؤدي إلى تمدد الأعصاب ويؤدي لألم في الثدي.

أسباب ألم الثدي عند الرجال:

لا يقتصر ألم الثدي على النساء بل هو موجود عند الرجال أيضاً للأسباب التالية :

نخر دهون الثدي: عندما تتضرر أنسجة الثدي بشدة فقد تموت بدلاً من إصلاح نفسها، وهذا يؤدي بدوره إلى تكون كتلة أو عدة كتل في الثدي تسبب الألم.

الشد العضلي: إذا كان الرجل يواظب على رفع الأشياء الثقيلة وأداء التمرينات الرياضية المتعبة كتمرين ضغط البنش، إلا أن آلام العضلات أو الأوتار في تلك المنطقة قد تبدو في بعض الأحيان وكأنها داخلية تنبع من الثدي. قد يكون الألم في الثدي لدى الرجال بسبب وجود سرطان الثدي مع العلم أن الألم يكون بسيطاً تحت الجلد.

 

التثدي: هو حالة تحدث عندما يكون هناك اختلال في هرموني الإستروجين والتستوستيرون، ويؤدي إلى فرط نمو أنسجة الثدي لدى الذكور الشباب والبالغين؛ ما قد يجعلهم يشعرون بالخجل كما أنه قد يسبب ألماً في الثدي.

في الختام.. مهما كان الألم لا يدعو للقلق إلا أن إهماله قد يسبب إزعاجاً مستمراً، وهذا ما يمكن تداركه من خلال مراقبة الثدي الذي قد يصبح حساساُ إما للعوامل الخارجية أو للتغييرات الجسدية والهرمونية، كما أنه من جهة أخرى لا شيء يوجب القلق الشديد عند الشعور بألم في الثدي، والأجدر هو البحث عن السبب.