هل يتعرض النفط لاختبار تمدد الصراع في الشرق الأوسط؟.. خبراء يجيبون

عربي ودولي
قبل شهرين I الأخبار I عربي ودولي

يضع الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، أسعار النفط، في اختبار جديد مع مؤشرات تذبذب واسعة النطاق.

 

وأثار الهجوم مخاوف بشأن انقطاعات الإمدادات المحتملة من الشرق الأوسط في حالة تزايد التوترات بحسب ما أفادت "بلومبرغ".

 

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على القصف، مما يشير لخطر التصعيد متبادل.

 

وعلى خلفية الضربة الإيرانية ارتفعت أسعار خام برنت بأكثر من 5٪ في أعقاب الهجوم يوم الثلاثاء، قبل تقليص بعض هذه المكاسب.

 

 

وارتفع النفط مرة أخرى اليوم الأربعاء ليتداول فوق 74 دولارًا للبرميل وفق الوكالة، ومع ذلك لم يستعد السوق لخطر ارتفاع الأسعار بشكل أكبر في حالة وقوع هجمات على منشآت النفط الإيرانية، وفقًا للمحللين والتجار.

 

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.08 دولار أو 1.47% إلى 74.64 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.12 دولار أو 1.6% إلى 70.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 0650 بتوقيت غرينتش.

 

 

وقال محللون في بنك إيه.إن.زد في مذكرة إن التدخل المباشر لإيران، العضو في أوبك، يثير احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط، وأضافوا أن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في ست سنوات عند 3.7 مليون برميل يوميا في أغسطس/ آب.

 

 

وتأتي التطورات الأخيرة بعد أن اتخذ مديرو الأموال وصناديق التحوط الموقف الأكثر هبوطًا بشأن النفط على الإطلاق في أواخر الشهر الماضي بسبب المخاوف بشأن الطلب والعرض الزائد.

 

وتجتمع لجنة وزارية من أوبك وحلفاء لها بقيادة روسيا، فيما يعرف بتحالف أوبك+، في وقت لاحق من اليوم لمراجعة وضع السوق، مع عدم توقع أي تغييرات في السياسة النفطية. ومن المقرر أن يرفع تحالف أوبك+ الإنتاج 180 ألف برميل يوميا اعتبارا من ديسمبر/ كانون الأول.

 

 

وتستعد أوبك + للعودة على مسار المزيد من الإنتاج من ديسمبر/ كانون الأول القادم، بينما تعمل شركات الحفر خارج التحالف أيضًا على زيادة الإنتاج، مما يترك السوق مع الكثير من مساحة المناورة قبل نفاد البراميل.

 

وقال بوب ماكنالي رئيس مجموعة رابيدان للطاقة والمستشار السابق في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، "إن وتيرة المخاطر على الخام لن ترتفع إلا إذا شهدت السوق تصعيدًا يؤثر بشكل مباشر على البنية التحتية للطاقة أو التدفقات، أو إذا هاجمت إسرائيل البنية التحتية الحيوية لدى إيران".

 

 وكانت الضربة التي شنتها إيران، التي تنتج أكثر من 3 ملايين برميل يوميًا من النفط، بمثابة رد انتقامي بعد أن نفذت إسرائيل سلسلة من الهجمات على لبنان في الأيام الأخيرة.

 

كما هددت الدولة المنتجة للنفط، العضو في منظمة أوبك، بالرد بعد مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس في طهران في يوليو/ تموز - وهو الهجوم الذي ألقي باللوم فيه على إسرائيل.

 

وقد ترتفع أسعار النفط بما يصل إلى 7 دولارات إضافية للبرميل إذا فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات اقتصادية على إيران، أو بمقدار 13 دولارًا إذا ضربت إسرائيل البنية التحتية للطاقة الإيرانية، وفقًا للتقديرات الأولية لشركة كليرفيو إنرجي بارتنرز.

 

وقالت الشركة إن تعطيل التدفقات عبر مضيق هرمز قد يكون له التأثير الأكبر، حيث سيدفع سعر النفط الخام إلى الارتفاع بمقدار 13 إلى 28 دولارًا.

 

ويعتبر مضيق هرمز ممرًا مائيًا ضيقًا عند مصب الخليج العربي، ويمر عبره ما يقرب من 30% من تجارة النفط العالمية.

 

مضيق هرمز هو أحد أهم الممرات المائية في العالم، ويعد نقطة ارتكاز وعبور لمصالح العديد من القوى الإقليمية والدولية، خاصة تجارة النفط.

 

ويجعل عمقه الضحل السفن عُرضة للألغام، كما أن قربه من إيران يجعل الناقلات عُرضة للهجوم بالصواريخ أو الاعتراض بواسطة زوارق حربية.

 

وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في شركة آي جي آسيا في سنغافورة، "في حين قد تتمتع إسرائيل بميزة عسكرية متفوقة، فقد تستغل إيران ميزتها الجغرافية لتعطيل طريق الشحن الرئيسي في مضيق هرمز، وفي هذه الحالة، سترتفع أسعار النفط".

 

وفي حالة حدوث اضطرابات كبرى وطويلة الأمد في الشرق الأوسط، من المرجح أن تستغل الولايات المتحدة احتياطيها الاستراتيجي من النفط، وفقًا للتجار والمحللين.

 

وتباينت بيانات المخزونات الأمريكية، ففي حين انخفضت مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير الأسبوع الماضي ارتفعت مخزونات البنزين، حسبما ذكرت مصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء.

 

 ويحتوي المخزون الاستراتيجي الأمريكي للنفط حاليًا على حوالي 383 مليون برميل.

 

مع عودة ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، هناك أيضًا مخاوف متزايدة من أن الأسعار ستتأرجح مع بقاء العديد من المتداولين على الهامش في انتظار استقرار الأوضاع.