قيادة المحور الإيراني هدف جديد لجماعة الحوثي

محليات
قبل شهر 1 I الأخبار I محليات

أثارت الضربات التي تلقاها حزب الله اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، والتي طالت أمينه العام، حسن نصر الله، وقيادة الصف الأول العسكرية في الحزب، عدّة أسئلة عن إمكانية نجاح جماعة الحوثي في اليمن، في تقديم نفسها بديلًا عن الحزب، لقيادة المحور الإيراني في المنطقة.

 

وأبرز زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في خطاباته الأخيرة، ملامح هذا التوجّه من خلال الرسائل التي بعثها إلى اللبنانيين وحزب الله، إذ أكّد أن إيران ستبقى مستعدة لتقديم المزيد من الدعم والمساندة للبنانيين والحزب؛ وأن اغتيال حسن نصرالله لن يؤثر على الحزب وقوته.

 

وقال زعيم الحوثيين: "أؤكد للجميع أن عليهم أن يطمئنوا، على المستوى الرسمي في لبنان وبقية المكونات اللبنانية، وأن يثقوا بحزب الله وفي كوادره ورجاله ومجاهديه"، مشددًا على "وقوف جماعته إلى جانب إخوتها في حزب الله، وجماهيره وحاضنته الشعبية، وستظل دائما مساندة للشعب اللبناني، وهذا هو حال المحور بأكمله".

 

كذلك، تطرّق عبد الملك الحوثي إلى العمليات التي تشنها الفصائل العراقية الموالية لإيران ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي والقواعد الأمريكية.

 

وفي السياق نفسه، قال الصحفي اليمني المتخصص في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، إنه "من حيث الأساس، فإنّ الحوثي في الاستراتيجية الإيرانية مُصَمّم ضد السعودية؛ وإشراكه في دور بهذه المعركة منذ 7 أكتوبر، كان بهدف تجريب كل أذرع المحور".

 

وأضاف الجبرني: "كان الإيرانيون ونصر الله يعتقدون أن المعركة ستنتهي سريعًا، ويتم إيقاف الحرب ويتخذون منها فرصة لفرد عضلات المحور بكل أذرعه".

 

وأشار إلى أنه "بعد إضعاف حزب الله الآن، بالتأكيد فسوف يتضاعف دور الحوثي، الذي سيحاول ملء بعض فراغ نصر الله، وقد بدأ من خطاباته التي أعقبت استشهاد نصر الله، حيث تطلع عبد الملك الحوثي إلى ممارسة دور أكبر كان يقوم به نصر الله".

 

وتابع الصحفي اليمني المتخصص في الشؤون العسكرية مستدركًا: "لكن لا أعتقد أن مؤهلاته الشخصية في الكاريزما والخطاب والحس السياسي قد تساعده"، مؤكدًا أنه "من حيث الدور القتالي، فأعتقد أن إيران ستواصل رفع مستوى نقل التكنولوجيا المتقدمة للصواريخ، لتغطية عجز المسافة التي تجعل من الحوثي حتى الآن متضائل التأثير في عملياته ضد إسرائيل".

 

من جانبه، قال رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث، أنور الخضري إن "استثمار إيران في حزب الله استمر لأربعة عقود، ومن المستحيل أن تضحي به، خصوصا أنه بنى إمبراطورية إعلامية وتبشيرية واقتصادية في المنطقة، والعديد من الدول، على مستوى أوروبا وأفريقيا وأمريكا وآسيا".

 

 

وأضاف الخضري في حديثه أن "استبدال الحوثيين بالحزب مخاطرة ولن يكون إلا في انعدام القدرة على المحافظة عليه"، مردفًا بأن "الحوثيين سوف يستخدمون لإنقاذ حزب الله وتخفيف الحرب عليه". وأشار رئيس مركز الجزيرة العربية للبحوث إلى أن "الجماعة قد تتحمل بعض المسؤوليات لكنها لن تكون البديل الأنسب، خصوصا أنهم في خاصرة السعودية وهي لن تقبل بتهديد بهذا المستوى من الخطورة في خاصرتها".