تحليل أميركي يُرجح لجوء إيران لاستبدال حزب الله بالحوثيين لتعويض خسارتها الاستراتيجية

محليات
قبل شهر 1 I الأخبار I محليات

رجحت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية أن تلجأ طهران الى استبدال خسارتها الاستراتيجية من الدور المحوري الذي كان يشغله حزب الله في لبنان ، بجماعة الحوثي في اليمن.

 

 

ونشرت المجلة الأمريكية تحليلاً توقعت فيه ان تقوم إيران التي تواجه معضلة استراتيجية نتيجة للخسارة المذهلة التي مني بها حزب الله في لبنان، إلى استبداله بأدوات أخرى في جعبتها الإقليمية، متوقعة أن يكون الحوثيين في اليمن "الخيار الأكثر إيجابية" بالنسبة لإيران.

 

 

وأشار التحليل الى إن حزب الله كان أداة قوية لطهران في العالم العربي لعقود من الزمان، حيث عمل بمثابة قناة اتصال بين إيران وجموع الشيعة في العالم العربي والجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة، ودور اساسي في تأسيس "محور المقاومة" وربطه ببعضه البعض.

 

وأضاف، "في الأسبوع الماضي، انهارت هيبة حزب الله وقوته الصلبة بشكل كبير نتيجة لاغتيال حسن نصر الله، والمزيد من الاغتيالات في سلسلة القيادة العسكرية، وانهيار واضح للاتصالات، والضربات الإسرائيلية الواسعة النطاق على قواعده وأصوله. ومع هذا التحول في الحظوظ، إلى أين تتجه إيران من هنا؟"

 

ولكن طهران لديها أدوات أخرى في جعبتها الإقليمية وقد تلجأ قريبا إلى استبدال الدور المهيمن الذي كان يلعبه حزب الله ، وربما تكون قوات الحشد الشعبي الشيعية في العراق مرشحة قابلة للتطبيق ، ولكن الطابع المجزأ للمجموعة يجعلها أقل قوة ، وربما يكون الحوثيون في اليمن الخيار الأكثر إيجابية بالنسبة لإيران ، كما تقول المجلة الأمريكية.

 

 

معتبرة أن الهجوم الإيراني على إسرائيل بـ 181 صاروخاً الأسبوع الماضي إشارة الى إمكانية ان تغير إيران استراتيجيتها. ، وان الهجوم استعداداً إيرانياً للمخاطرة بالانخراط بشكل أكثر مباشرة في المواجهات العسكرية ، حتى أن خامنئي اعترف بأن إيران ستضرب إسرائيل مرة أخرى إذا لزم الأمر.

 

وأضافت، إنه "ومع إصرار إسرائيل على الرد بقوة، يبدو أن دورة من تبادل الضربات المتبادلة، والتي قد تتصاعد إلى صراع أوسع أو حتى حرب واسعة النطاق، وشيكة بشكل مثير للقلق. في هذا السيناريو، يمكن أن يكون أسلوب إيران في الحرب الصاروخية بعيدة المدى بمثابة نموذج للحوثيين، الذين، على عكس حزب الله، ليسوا متمركزين على حدود إسرائيل".

 

وأظهر الحوثيون بالفعل قدراتهم في عمليات البحر الأحمر، ومن خلال تبني استراتيجية قائمة على الصواريخ، يمكنهم توسيع نطاقهم وزيادة قيمتهم كوكيل لطهران في الصراع الأوسع ضد إسرائيل.

 

وتابعت، "فعلى عكس الحشد الشعبي المجزأ، يشكل الحوثيون مجموعة أكثر تماسكًا ذات هيكل قيادي موحد، على غرار حزب الله بشكل وثيق وتم تأسيسها بدعم من الحرس الثوري الإسلامي".

 

ويدير الحوثيون فعليًا أجزاء كبيرة من اليمن وأظهروا براعتهم العسكرية من خلال استهداف المصالح الأمريكية والأوروبية في البحر الأحمر، وتهديد منافسي إيران الإقليميين، مثل المملكة العربية السعودية، وحتى مهاجمة الموانئ الإسرائيلية بصواريخ بعيدة المدى، وفق الكاتبة.

 

وأشارت إلى أن هناك عامل حاسم آخر يتمثل في روسيا. إذ تنظر موسكو إلى الحوثيين باعتبارهم أصلاً استراتيجياً في ظل تصعيدها لاستفزازاتها تجاه الغرب. وتوفر العلاقة الناشئة بين الحوثيين وروسيا لإيران فرصة فريدة لتعزيز نفوذها الإقليمي.

 

ومن خلال التحالف مع روسيا، تستطيع طهران ممارسة ضغوط أكبر على المنافسين في المنطقة والاستفادة من موقف الحوثيين لتعطيل المصالح الأميركية والأوروبية والإسرائيلية. وقد يمكّن هذا التحالف إيران أيضاً من التنسيق بشكل أكثر فعالية مع موسكو بشأن الأهداف الجيوسياسية الأوسع نطاقاً، مثل مواجهة النفوذ الغربي في الشرق الأوسط وتقويض النظام العالمي.

 

ولفتت إلى أنه ممن السابق لأوانه أن نستنتج ما إذا كان تراجع حزب الله من شأنه أن يحد من نفوذ إيران في المنطقة؛ ولكن من الممكن أن يؤدي هذا إلى تحول في الاستراتيجية. وإذا حصل الحوثيون على دعم روسي كبير، فقد يثبتون أنهم شركاء أكثر فائدة.

 

واختتم التحليل بالقول: "الواقع أن الكيفية التي تتعامل بها الولايات المتحدة وحلفاؤها مع الحوثيين اليمنيين وتهديدهم للممر المائي الحيوي في البحر الأحمر تشكل سؤالاً سوف يكتسب أهمية متزايدة في المستقبل".