توجه أمريكي لتعزيز قدرة الشرعية.. هل ينجح بردع الحوثيين؟

محليات
قبل ساعة 1 I الأخبار I محليات

 لقاءات مكثفة أجراها المسؤولون الأمريكيون مع الحكومة اليمنية خلال الأيام الماضية، تأتي اللقاءات في وقتٍ تمر فيه الأزمة اليمنية بركود، وسط مخاوف من فشل أي حلول أممية لإنهائها، خصوصًا مع تصاعد التوترات في المنطقة.

 

‏ويحظى اليمن منذ نحو عام ‏‏باهتمام ‏إعلامي عالمي ‏غير مسبوق جراء الهجمات العسكرية الحوثية ضد أهداف ‏تجارية في البحر الأحمر، وسط فشل أممي في التوصل إلى اتفاق سلام شامل في البلد العربي.

 

وسواء كانت ‏هذه الهجمات الحوثية نتيجة إيعاز وتوجيه إيراني ‏مباشر، أم ‏كانت بإرادة حوثية خالصة كما تقول الجماعة، فإنها بلا شك قد دفعت واشنطن لتكثيف اهتمامها بهذه القضية، والعمل على أي طريقة تنهيها، فهل تتمكن واشنطن من حل هذه الأزمة بالاستعانة بالحكومة اليمنية؟

 

وعلى غير المعتاد شهد اليمن خلال الشهرين الماضيين لقاءات مكثفة بين السفير الأمريكي لدى اليمن والمسؤولين اليمنيين، وهي المرة الأولى التي لم يسبق لها مثيل أن تعقد لقاءات بهذه الكثافة، حيث لم تكن تلك الاجتماعات متعلقة بشخصيات محددة، بل شملت قيادات سياسية وعسكرية وحزبية ومحافظي محافظات.

 

وشملت تلك اللقاءات، ثلاثة اجتماعات مع رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واجتماعين مع عيدروس الزبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي، واجتماع مع أبو زرعة المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي، واجتماعين مع عثمان مجلي عضو مجلس القيادة الرئاسي، واجتماعاً مع سلطان العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اليمنية، واجتماعين مع شائع الزنداني وزير الخارجية، واجتماعاً مع محسن الداعري وزير الدفاع اليمني، واجتماعًا مع محمد اليدومي رئيس حزب الإصلاح اليمني، واجتماعًا مع مبخوت بن ماضي محافظ حضرموت، ومباحثات في واشنطن بين رئيس هيئة الأركان عزيز بن صغير مع مبعوث أمريكا إلى اليمن تيم ليندركينج.

 

وعقب نحو أسبوعين من لقائه بالسفير الأمريكي، قال وزير الدفاع في الحكومة اليمنية الفريق الركن محسن الداعري: إن الجيش اليمني جاهز للتحرك باتجاه العاصمة صنعاء "في أي لحظة"، مؤكدًا أن جماعة الحوثي المصنفة على قوائم الإرهاب "تضعف يومًا بعد آخر".

 

ويرى الباحث السياسي اليمني نجيب السماوي، أن ثمة احتمالًا بلجوء واشنطن إلى شن حرب برية ضد الحوثيين من خلال دعم القوات الحكومية، لكنه احتمال ضعيف لا تؤيده القراءة الدقيقة للواقع.

 

ويشير إلى أنه "ربما صار الواقع اليمني أكثر تعقيداً، فالسنوات العشر الماضية من الحرب العبثية هناك قد غيرت كثيرًا من تفاصيل الواقع اليمني، وصارت هناك مشاريع عديدة، وكل مشروع له ممول وداعم وأهداف وأجندات".

 

لكن ومع ذلك يقول السماوي، إن واشنطن قد تكون متنبهة إلى هذه النقطة، من خلال "عقد اللقاءات مع كافة الأطراف السياسية اليمنية، والتي أكدت في مضمونها أهمية وحدة القوى السياسية وفي مقدمتها المجلس الرئاسي الذي يعاني من خلافات داخلية".

 

ويضيف: "إذا ما افترضنا أن أمريكا قد فشلت عبر الوسيط الإقليمي المتمثل بعُمان في وقف هجماتها، فإن تحويل المعركة إلى حرب برية قد يحدث، ولكنها تتطلب توحيدًا شاملًا لكافة القوى اليمنية المناوئة للحوثي، والتي تواجه حاليًا أصعب مرحلة من عدم الثقة بينها".

 

ووفق مصادر، فإن الولايات المتحدة نقلت قبل أيام عبر وسيط إقليمي رسالة شديدة اللهجة إلى الحوثيين، مفادها أن أي هجوم جديد ضد الملاحة في البحر الأحمر قد "يُواجَه برد قاسٍ وغير مسبوق".