شهدت مدينة المكلا انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول لتحديات الرعاية الصحية، الذي ينظمه المجلس اليمني للاختصاصات الطبية والصحية، بحضور معالي وزير الصحة العامة والسكان، الأستاذ الدكتور قاسم محمد بحيبح، ومحافظ محافظة حضرموت، الأستاذ مبخوت بن ماضي، ومشاركة نحو 500 كادرًا طبيًا من مختلف المديريات والمحافظات.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ألقى البروفيسور عامر بلعفير، رئيس المجلس اليمني للاختصاصات الطبية والصحية بساحل حضرموت، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، كلمة افتتاحية أكد فيها أن ساعات المؤتمر معتمدة أكاديميًا من المجلس الطبي الأعلى، مما يجعله الأول من نوعه في حضرموت، مشيرًا إلى أن المؤتمر قد سبقه انعقاد ثلاث ورش تدريبية يوم أمس الثلاثاء، مما أضاف قيمة علمية للمشاركين، ومتقدمًا بالشكر والتقدير لقيادة السلطة على الدعم اللا محدود الذي قدمه محافظ حضرموت ووزير الصحة.
وأعرب محافظ حضرموت عن سعادته بانعقاد المؤتمر في حضرموت، موكدًا اهميته في دراسة وتقويم واقع القطاع الصحي لأهميته في ملامسة حياة الناس.
ورفع المحافظ بن ماضي تحيات ومباركة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي والسادة اعضاء المجلس، ودعواتهم للمؤتمر بالنجاح، والخروج بتوصيات تُفضي إلى تحسين تحديات الرعاية الصحية في بلادنا.
وقال محافظ حضرموت "ان اهمية مؤتمركم هذا تنطلق من اهمية عنوانه واهدافه التي تعد الأهم بين ورش العمل والندوات العلمية السابقة، كونها تلامس تحديات الواقع الصحي بل تلامس حياة المواطن وتبحث سبل تحسين واقع الرعاية الصحية في بلادنا بمشاركة خبراء واستشاريين ونحو 500 كادر طبي من مختلف محافظات الجمهورية، كما تأتي اهميته كونه يعد الاول في هذا التخصص بتنظيمٍ من المجلس اليمني للاختصاصات الطبية والصحية الذي بدأت ملامح نجاحه تبرز من خلال مخرجاته في جميع التخصصات وحرصه على تأهيل الكوادر الصحية مع الحفاظ على تدريبهم في ذات المرافق الصحية التي يعملون فيها وهو ما يجعلهم الاقرب لمعرفة الامراض وطرق العلاج وفق الامكانات الموجودة".
وتابع المحافظ بن ماضي "أننا في السلطة المحلية بحضرموت نتطلع لنتائج هذا المؤتمر الذي يمثل لنا اهمية كبيرة انطلاقًا من أهمية القطاع الصحي الذي يتصدر اهتماماتنا، كما نتطلع إلى معالجة معضلة كبرى تظل تؤرقنا جميعًا وهي فقدان الثقة بين المواطن والكادر الصحي المحلي، وهو ما يدفع بالآلاف للسفر الى الخارج بغية تلقي العلاج هناك وهو ما يستنزفهم ويستنزف السلطة المحلية والمركزية وفي بعض الاحيان لتدخلات طبية بسيطة، وان الامل اليوم معقود عليكم لردم هذه الهوة واعادة الثقة بين المريض والقطاع الصحي، واننا نثق كل الثقة في الخروج بتوصيات تعمل على تحسين الواقع الصحي وتتجاوز التحديات الموجودة وتحسين اوضاع العاملين في القطاع الصحي والعمل على حلحلة التحديات لتحسين الرعاية الصحية والواقع الصحي بشكل عام، ولن تألوا السلطة المحلية بحضرموت جهدا في مضاعفة الاهتمام والرعاية وأخذ مخرجاتكم بعين الاعتبار انطلاقًا نحو الهدف الذي ننشده جميعًا".
وأشاد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، بحرص السلطة المحلية بحضرموت على تحسين الواقع الصحي ودعمها لهذا المؤتمر العلمي الدولي لتحسين الرعاية الصحية، مؤكدًا اهميته في دراسة التحديات التي تواجه القطاع الصحي والمشكلات التي يواجهها المهنيين داخل المستشفيات وتشخيص هذه المشكلات والمعوقات وبحث الحلول لتحسينها وتطوير الواقع الصحي، متطرقًا الى التطور الذي شهده المجلس اليمني للاختصاصات الطبية والصحية الذي افتتح له فروعًا في جميع المحافظات ويواصل جهوده العلمية في اعداد وتأهيل الكوادر الطبية في عموم المحافظات.
وناقش الوزير بحيبح والمحافظ بن ماضي والبروفيسور بلعفير الوضع الصحي الحالي في حلقة نقاشية أدارها البروفيسور عبدالله بن غوث.
كما تم عرض روبرتاج وبلغة الأرقام لأبرز ماحققه فرع المجلس، منذ تأسيسه في مايو 2022م، ومساهمته المجتمعية في المخيمات الاستشارية الجراحية المجانية في محافظة حضرموت.
ويناقش المؤتمر جملة من التحديات التي تواجه الرعاية الصحية في التخصصات المختلفة "الباطنة والأطفال، والنساء والتوليد والصحة العامة والجراحة العامة، بالإضافة للتخصصات الدقيقة الأخرى"، ويحاضر فيه كوكبة من الباحثين والاختصاصين والعلماء لنحو 30 ورقة علمية، تجسد تلك التحديات التي تتنوع بين التأقلم مع التكنولوجيا الحديثة، والإلتزام بالقوانين والنظم الطبية، وحماية المعلومات الطبية، وكيفية الوصول لرغبات المريض، ونقص الكوادر الطبية ومستحقاتهم وأعباء الكثافة السكانية".
كما يناقش المؤتمر محاور حول الموارد البشرية الصحية وواقع الكوادر الصحية واستراتيجية الموارد البشرية الصحية ودور المجلس اليمني للتخصصات الطبية في تنمية تلك الموارد، برعاية رسمية من السلطة المحلية ورعاية ذهبية من بنك بن دول للتمويل الأصغر الإسلامي، ورعاية برونزية من مؤسسة صلة للتنمية ومجموعة الجبل الطبية، ورعاية مشتركة من النور للأدوية والمستلزمات الطبية والعيفري للتجارة ووكالة ثمار الوفاء لاستيراد الأدوية والمستلزمات الطبية والعبير فارما للأدوية.