بعد خيبة أمل.. فرنسا تخيّر لبنان "الإصلاح أو الانهيار"

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

"على القوى السياسية اللبنانية أن تختار بين الإصلاح وانهيار البلاد".. بهذه الكلمات حذرت فرنسا مرة جديدة الأطراف السياسية في لبنان من أن البلاد تواجه خطر الانهيار إذا لم تُشكل حكومة دون إبطاء.

فقد دعت باريس المسؤولين السياسيين اللبنانيين للتوصل "بدون تأخير" إلى اتفاق على تشكيل حكومة لإخراج البلاد من أزمتها، بأسرع ما يمكن.

وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان مساء الثلاثاء عن أسفها "لعدم وفاء المسؤولين اللبنانيين حتى الآن بالتعهدات التي قطعوها في الأول من سبتمبر" للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى لبنان بتشكيل الحكومة في غضون أسبوعين.

كما دعت إلى التوصل بدون تأخير لاتفاق على تشكيل مصطفى أديب حكومة مهمة تطبق الإصلاحات اللازمة". ونبهت القوى السياسية اللبنانية إلى ضرورة أن تختار بين الإصلاح وانهيار البلاد، قائلة "إنها مسؤولية كبيرة تجاه اللبنانيين".

أتى ذلك، وسط تعثر تشكيل الحكومة منذ أكثر من أسبوعين، على خلفية تمسك "الثنائي الشيعي" حركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه وبري وحزب الله، وتصلبهما بتسمية الوزراء الشيعة في الحكومة لا سيما وزير المالية، على الرغم من توافق بقية الأحزاب على تشكيلة "أخصائيين" محايدة.

نبيه بري ووزير المالية السابق علي حسن خليل (أرشيفية- فرانس برس)

نبيه بري ووزير المالية السابق علي حسن خليل (أرشيفية- فرانس برس)

عون و"جهنم"

يذكر أن الرئيس اللبناني ميشال عون كان حذر الاثنين من أن البلاد تتجه نحو "جهنم" إن لم تتوافق القوى السياسية على تشكيل حكومة كان يؤمل إعلان تأليفها قبل أسبوع، في موقف فهم منه انتقادا خجولاً لحليفه حزب الله.

وقال عون: "نحن اليوم أمام أزمة تشكيل حكومة، لم يكن مفترضاً أن تحصل لأن الاستحقاقات التي تنتظر لبنان لا تسمح بهدر أي دقيقة".

ولا تزال مساعي التشكيل تراوح مكانها مع موقف "الثنائي الشيعي" المتصلب، الذي يعارضه أطراف آخرون أبرزهم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري.

إلا أن الحريري أعلن مساء أمس أنه يوافق على تسمية الرئيس المكلف لوزير شيعي مستقل يشغل حقيبة المالية، من أجل تسهيل مهمة التأليف.

الرئيس اللبناني ميشال عون (فرانس برس)

الرئيس اللبناني ميشال عون (فرانس برس)

ضغوط على القوى السياسية

يشار إلى أنه منذ انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 أغسطس، تمارس فرنسا ضغوطاً على القوى السياسية لتشكيل حكومة تنكبّ على إجراء إصلاحات عاجلة مقابل حصولها على دعم مالي دولي لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية وتعيد إطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

كما فاقم تفشي فيروس كورونا المستجد ثم الانفجار الكارثي الأزمة التي تشهدها البلاد.