التحالف الدولي: عودة داعش احتمال وارد جداً

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

حذر مسؤول عسكري أمريكي من مخاطر عدم حل قضية جيش داعش الموجود في سجون قوات سوريا الديمقراطية، شمال شرقي سوريا، قائلاً إن هؤلاء يشكلون أكبر تجمع لمقاتلي التنظيم حول العالم. وأكد الكولونيل واين ماروتو، المتحدث باسم "قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب" في بغداد، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، أن داعش لم يعد يسيطر على أي أرض حالياً، لكن احتمال عودته "احتمال حقيقي جداً" إذا تم تخفيف الضغط عليه. وذكر أن إرسال عربات برادلي القتالية إلى سوريا هدفه ضمان قدرة قوات التحالف على تنفيذ عمليات ضد داعش في شكل آمن.

وقال مسؤول التحالف إن خفض عدد القوات الأمريكية في العراق دليل على تنامي قدرات قوات الأمن العراقية. وتناول قضية الهجمات التي تتعرض لها قوافل الإمدادات اللوجيستية لقوات التحالف في العراق، قائلاً إن هذه القوافل مدنية، وإن الخسائر عراقية، واصفاً المجموعات التي تشن هذه الهجمات بأنها "مجموعات خارجة عن القانون"، في إشارة إلى مجموعات يُعتقد أنها مرتبطة بالاستخبارات الإيرانية.

وأضاف ماروتو في حواره مع الصحيفة "حققت قوات الأمن العراقية مكاسب هائلة خلال السنوات الخمس التي مضت على تسلمي مهمة الناطق باسم قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب عام 2015. قبل خمس سنوات، كان داعش يسيطر على قرابة 110 آلاف كلم مربع من الأراضي، وحقق انتصارات كبيرة في الموصل والفلوجة والرمادي. لكن داعش اليوم لا يسيطر على أي أرض. وقادة التنظيم الأساسيون إما ماتوا أو تم تحييدهم من ساحة القتال. وقوات التحالف وقوات الأمن العراقية عملا شريكين معاً لهزيمة داعش. واليوم، باتت قوات الأمن العراقية أقوى من داعش، وأظهرت أنها قادرة على منع ظهور داعش من جديد من خلال شن عمليات بمفردها. وقد حققت القوات العراقية نجاحات ثابتة في تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش، بما في ذلك في مدن حضرية صعبة".

وتابع "سيواصل التحالف تقديم المساعدة والدعم على مستوى القيادة العملانية. فمنذ عام 2014، درب التحالف وجهز ووجه أكثر من 240 ألف عنصر من قوات الأمن العراقية. والقوات العراقية تقود اليوم برامج التدريب، وتقوم بالعمليات في البلد بمفردها إلى حد كبير". وأشار ماروتو، في هذا الإطار، إلى حملات "أبطال العراق" التي تشنها قوات الأمن العراقية ضد أوكار داعش، قائلاً إن "قوات الأمن العراقية نقلت المعركة بشراسة إلى العدو في مكان اختبائه، واعتقلت أو قضت على كثير من المقاتلين الأعداء، وصادرت أو دمرت عشرات الأسلحة التي كانت في أيدي الأعداء. إن التضحيات المتواصلة التي تبذلها قوات الأمن العراقية تظهر تفانيها في إعادة الاستقرار إلى وطنها. وسيواصل التحالف المساعدة في مجالات التخطيط والاستخبارات والمراقبة والقوة الجوية من أجل هزيمة داعش، وتهيئة الظروف لشن عمليات أخرى هدفها تحقيق مزيد من الاستقرار الإقليمي".

وشدد مسؤول التحالف على أن "داعش هُزم عسكرياً اليوم، ولم يعد يسيطر على أي أرض. وقوات التحالف وقوات الأمن العراقية سيجدون بقايا داعش، ويقضون عليها في العراق أو سوريا. سنواصل ملاحقة واستهداف عناصر داعش حيث يختبئون في مناطق اختبائهم المعروفة. وسنفعل الشيء ذاته بالنسبة إلى الجيوب الأخرى المتبقية لجيوب إرهابيي التنظيم. إننا ملتزمون بإكمال القضاء عليه في العراق، وسنواصل تقديم النصح والدعم لقوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة، في إطار جهودنا المشتركة لهزيمته".

وسئل عن انتشار داعش في سوريا، شرق الفرات وغربه، فرد بأن "التحالف يواصل العمل، إلى جانب شركائنا المحليين، وعلى الخصوص قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن العراقية، من أجل الوصول إلى هدفنا المشترك، وهو ضمان تحقيق إلحاق هزيمة مستدامة بداعش. إن مراكز الاعتقال في شمال شرقي سوريا تحوي أكبر تجمع بشري لمقاتلي داعش في العالم، إنه جيش إرهابي في طور الانتظار. هذه مشكلة دولية تتطلب حلاً دولياً. إننا نناشد المجتمع الدولي أن يتدخل ويساعد في حل هذه المشكلة. أما بالنسبة إلى وضع داعش غرب نهر الفرات، فهذا الأمر تعود الإجابة عنه إلى القيادة المركزية الأمريكية وليس التحالف الدولي".