شكّل مصنع إسمنت باجل أحد أقدم وأكبر المنشآت الصناعية في اليمن، قبل أن يتعرض، في 5 مايو الجاري، لخمس غارات مدمرة شنها العدو الإسرائيلي، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 34 آخرين، بحسب ما أعلنه الحوثيون.
يقع المصنع على بعد 50 كيلومترًا شمال شرق ميناء الحديدة، وعلى ارتفاع 135 مترًا عن سطح البحر، ويمتد تاريخه إلى العام 1973 حين افتتح خطه الإنتاجي الأول بطاقة 50 ألف طن سنويًا.
وفي 1984، توسع بإضافة خط جديد بطاقة 220 ألف طن سنويًا، فيما شهد قفزة كبيرة في 2007 بإنشاء خط ثالث يعمل بالطريقة الجافة بطاقة 750 ألف طن سنويًا.
وفي 2009، دخلت شركة "اسمك" الصينية على خط توسعة المصنع، بمشروع لرفع طاقته إلى 1.1 مليون طن سنويًا، بالإضافة إلى 50 ألف طن من الأسمنت الأبيض، بكلفة بلغت 113 مليون دولار، 80% منها بتمويل صيني ميسر.
لكن المصنع، الذي كانت قيمته تُقدَّر بنحو 400 مليون دولار بحساب توسعاته، دخل مرحلة جديدة في 2019 عندما أعاد الحوثيون تشغيله بعد توقف، مستعينين بمعدات من مصنع إسمنت البرح في تعز، الذي جرى نهبه، وبتأسيس سلسلة مصانع خاصة بهم في الحديدة وحجة. ومنذ ذلك الحين، بلغ إنتاجه من الكلنكر أكثر من 750 ألف طن سنويًا.
ويمتلك المصنع أيضًا محطة كهربائية بقدرة 32 ميجاوات، غير أن الحوثيين قاموا في 2021 بنقل هذه الطاقة إلى مدينة الحديدة، حيث باعوها بأسعار مرتفعة وصلت إلى نصف دولار لكل كيلووات.
ورافق هذه المرحلة احتجاجات عمالية متكررة، خصوصًا عقب تعيين الحوثيين لفيصل العريقي، الخارج من السجن، مديرًا عامًا للمصنع في 2019. وتشير وثائق حديثة، بينها وثيقة صدرت عشية القصف، إلى أن الحوثيين حولوا منشآت المصنع إلى خزانات وقود تستخدمها الجماعة.