حميدتي يشعل فتيل الانقسام: حكومة ومجلس رئاسي من دارفور في تحدٍّ غير مسبوق للجيش السوداني

عربي ودولي
قبل 10 ساعات I الأخبار I عربي ودولي

في خطوة تهدد وحدة السودان وتُنذر بتحولات خطيرة في مسار الأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين، أعلن محمد حمدان دقلو "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع، تشكيل حكومة موازية ومجلس رئاسي برئاسته من مدينة نيالا، الواقعة في إقليم دارفور غرب البلاد.

وشهد المؤتمر الصحفي الذي عُقد في المنطقة الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، الإعلان عن تعيين عبد العزيز الحلو نائباً لحميدتي، ومحمد حسن التعايشي رئيساً للوزراء، إلى جانب تشكيل حكومة من 15 عضواً، تشمل ممثلين عن تحالفات سياسية وعسكرية، وحكام أقاليم.

ويُعد هذا التطور تصعيدًا خطيرًا في الصراع الدائر، حيث اعتبره مراقبون إعلانًا فعليًا لانقسام السودان، خاصة مع التوجه المعلن لبناء "سودان جديد" على أسس علمانية، وهو ما ورد في اتفاقات سابقة بين قادة هذه المكونات.

الجيش السوداني من جانبه، سارع إلى رفض الخطوة، مجددًا تمسكه بمواصلة القتال حتى "استعادة السيطرة الكاملة على السودان"، في حين تتزايد التحذيرات من اتساع رقعة الانقسام وتعقيد المشهد السياسي والعسكري.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تدهور إنساني واسع النطاق، حيث لا تزال الحرب المشتعلة بين الطرفين منذ عام 2021 – بعد الانقلاب المشترك على الحكومة المدنية – تحصد المزيد من الأرواح وتُشرد الملايين، في واحدة من أعنف الأزمات التي عرفها السودان في تاريخه الحديث.

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد فرضت في وقت سابق عقوبات على كل من حميدتي وعبد الفتاح البرهان، متهمةً الطرفين بالمساهمة في تأجيج الصراع وعرقلة جهود التسوية السلمية.