في مشهد يعكس هشاشة البنية الداخلية لجماعة الحوثي وتصاعد الصراعات بين أجنحتها، اندلع سجال علني حاد بين اثنين من المنتمين للجماعة، هما عبدالسلام جحاف من محافظة ريمة، ومحمد الجرموزي من خولان صنعاء، بعد أن وجّه الأخير اتهامات مشينة طالت شرف الأول، ما دفع جحاف إلى تقديم شكوى رسمية إلى النائب العام التابع للحوثيين في صنعاء.
الخلاف لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد ليطال الشيخ القبلي علي الضبيبي، أحد أبرز مشايخ ريمة، بعد أن زجّ الجرموزي باسمه ضمن اتهاماته، ما أشعل فتيل أزمة قبلية متفجرة.
وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه الضبيبي موجّهًا حديثه إلى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي ورئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط، مطالبًا إياهما بالتدخل العاجل لوقف ما وصفه بـ"تطاولات الشاعر الجرموزي".
وفي الفيديو ذاته، اتهم الضبيبي الجرموزي بإدارة شبكة دعارة، إلى جانب اتهامات أخرى وصفها بـ"الخطيرة"، متوعدًا إياه بالانتقام ومؤكدًا أنه "لن يتركه أبدًا".
الجرموزي لم يتأخر في الرد، إذ ظهر في تسجيل مصوّر متحديًا الضبيبي وداعيًا إياه إلى مواجهته في المكان الذي يحدده.
ومع تصاعد التوتر، تدخلت قيادات حوثية عبر الشيخ الزايدي وعدد من مشايخ خولان الطيال في محاولة لاحتواء الأزمة، وإلزام الجرموزي بالتهدئة، وسط مخاوف من انزلاق الخلاف إلى صراع قبلي أوسع.
تكشف هذه الحادثة عن عمق التصدعات داخل الجماعة الحوثية، حيث تتداخل الحسابات القبلية مع صراعات النفوذ، وتطفو على السطح فضائح تهدد ما تبقى من تماسكها الداخلي.
