الانتقالي ينفي أي تفاهمات مع التحالف على سحب قواته من حضرموت

محليات
قبل 6 ساعات I الأخبار I محليات

أصدر عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، مساء السبت، قرارًا بتشكيل ما أسماها «اللجنة التحضيرية لهيئة الإفتاء الجنوبية»، وذلك بعد ساعات من اجتماع لـ«اللجنة التنفيذية العليا»، أكد خلاله مضي المجلس  «بثبات لتحقيق مشروعه السياسي».

 

 

وبحسب موقع المجلس، أصدر الزبيدي قرارًا بتعيين نائب وزير العدل رئيسًا لـ«اللجنة التحضيرية العليا للهيئة»، وعضوية نائبي وزير العدل والشؤون القانونية، وكذا تشكيل «اللجنة التحضيرية التنفيذية» من كلٍّ من: فارس يسلم فرج، رئيس قسم الشريعة والقانون بجامعة أبين، وعارف مبروك – مستشار وزارة التربية والتعليم لشؤون المناهج، ومختار نصر علي قاسم – إدارة المراجعة بالمحكمة العليا، وخالد عبد الله سالم الفضلي – رئيس هيئة الفكر والإرشاد في المجلس الانتقالي، ورمزي شاهر – الوكيل المساعد لقطاع الإرشاد بوزارة الأوقاف، وسيم فضل محسن زين، مدير عام الموارد البشرية.

 

 

ولم يُشر القرار إلى مهام اللجنة واختصاصاتها، وجاء بعد سجال على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصة «إكس» خاصة، إثر تغريدة للشيخ الصوفي علي الجفري، الأربعاء الماضي، دعا فيها إلى عدم اللعب بالدين، ومحاولة صبغ الاختلافات السياسية حول خياري الوحدة أو الاستقلال «بصبغة دينية شرعية، يستبيح طرف فيها حقوق الآخر».

 

 

وأثارت تغريدة الجفري ردود فعل غاضبة من نشطاء المجلس، الذين أصدر بعض مشايخهم قبل أيام فتاوى بتكفير من يقاتل مع رئيس تحالف حضرموت ويواجه قواتهم القادمة للمحافظة. وقد تصدى نائب رئيس الانتقالي، هاني بن بريك، لذلك، إذ أفتى في رده على الجفري بأن «الدفاع عن بلدنا وشعبنا، من المهرة إلى باب المندب، واجب ديني محتّم وفرض عين لا فرض كفاية على كل جنوبي»، مؤكدًا أن من يُقتل في سبيل هذا الهدف «فهو شهيد».

 

 

ويأتي قرار الزبيدي بعد ساعات من عقد «اللجنة التنفيذية العليا» للمجلس اجتماعًا لها برئاسته وبحضور المحرمي. وقال موقع المجلس إن الاجتماع استعرض نتائج اللقاء مع قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، و«ما خرج به من تفاهمات لتعزيز الاستقرار ومكافحة الإرهاب وتأمين الملاحة البحرية».

 

 

وأشار الموقع ذاته إلى تناول الأوضاع في وادي حضرموت والمهرة خلال الاجتماع، و«الاعتصامات المطالبة بإعلان دولة الجنوب»، مشيرًا إلى تأكيد الزبيدي في الاجتماع أن «المجلس الانتقالي ماضٍ بثبات في مشروعه السياسي، والذي بات قريب التحقيق».

 

 

والقيادة التنفيذية العليا سلطة موازية أعلن المجلس الانتقالي عن تشكيلها في مايو 2023، لتكون بمثابة جهاز إداري وتنفيذي يُعنى بمتابعة القرارات والملفات الحكومية في المحافظات الجنوبية. وكان الهدف المعلن تنظيم مؤسسات الدولة الجنوبية، وتنسيق جهود الوزارات، وتذليل الصعوبات أمام تقديم الخدمات، لكن التطورات اللاحقة أظهرت أن الهيئة توسعت لتتصرف كسلطة تنفيذية مستقلة، تمارس صلاحيات الحكومة، وهو ما بدا واضحًا بعد سيطرة الانتقالي على حضرموت والمهرة.

 

 

وأمس، أفاد مصدر في رئاسة الجمهورية أن زيارة الوفد العسكري السعودي الإماراتي، الذي وصل العاصمة المؤقتة عدن الجمعة، ستضع حدًا للإجراءات الأحادية التي شهدتها بعض المحافظات خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أنها ستركز على وقف التحركات خارج إطار الشرعية، ووضع ترتيبات لمغادرة قوات الانتقالي من حضرموت.

 

 

وتحدثت وسائل إعلام سعودية رسمية عن أن الزيارة تهدف إلى ترتيب آليات انسحاب الانتقالي من وادي حضرموت، لكن المتحدث باسم المجلس الانتقالي، أنور التميمي، نفى بشكل قاطع ما نشرته وسائل إعلام سعودية بشأن التفاهم على انسحاب قوات «الانتقالي» من حضرموت والمهرة، مؤكدًا في تصريح لصحيفة «العربي الجديد» أن النقاشات مع الوفد السعودي الإماراتي تركزت على مبادئ للتهدئة والوصول إلى نقطة التقاء.

 

 

وقال التميمي إنه تم التوصل إلى «تفاهمات مع الوفد السعودي الإماراتي بعدم التصعيد في محافظتي حضرموت والمهرة، شرقي اليمن، وتم بحث جملة من الأفكار»، مؤكدًا أن وفد التحالف العربي عاد «للتشاور مع قياداته، وكانت الأجواء إيجابية وواقعية».

 

وأوضح أن «قضية البقاء في حضرموت والمهرة خاضعة للتقديرات العملياتية على الأرض».

 

 

ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصدر مقرب من مجلس القيادة الرئاسي قوله إن الوفد السعودي الإماراتي الذي زار عدن يوم الجمعة، وجّه دعوة إلى الزبيدي لزيارة الرياض، موضحًا أنه «من غير الواضح ما إذا كان سيقبل ذلك أم لا، في ظل مخاوف من تصاعد الضغوط عليه إذا ما غادر إلى الرياض، وربما يصل الأمر إلى حد منعه من العودة إلى عدن».

 

وتضغط السعودية على المجلس الانتقالي لسحب قواته التي دفع بها قبل أيام إلى وادي وصحراء حضرموت، وأفضت إلى فرض أمر واقع وسيطرة عسكرية على المدن والمعسكرات، بعد مواجهات محدودة مع قوات المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، وقوات حلف حضرموت قرب بئر المسيلة، خلفت نحو مائة قتيل وجريح في صفوف الأخيرين.

 

 

وكان رئيس مجلس القيادة، ومجلسا الشورى والنواب، والمكونات السياسية، قد وصفوا ما قام به الانتقالي بأنه «إجراءات أحادية»، مطالبين بخروج قوات المجلس من حضرموت وعودتها إلى ثكناتها، وهو ما يطالب به محافظ المحافظة سالم الخنبشي وحلف قبائلها، وأعلن الموقف ذاته رئيس الوفد السعودي محمد القحطاني، مشددًا في لقاء مع مشايخ الوادي، منتصف الأسبوع الماضي، على موقف المملكة الثابت بضرورة عودة قوات الانتقالي إلى ثكناتها وتسلم درع الوطن للمهام العسكرية والأمنية.