علي الحميدي الترياق
علي الحميدي الترياق

من يستطيع حكم شمال اليمن؟

 

اليمن، منذ القدم، في تناحر مستمر. أرض لا تفارقها الدماء، وكأن هناك علاقة وطيدة بين الأرض والدماء. الجريمة فاكهة، الطغيان والسلب والنهب قوة، السرقة والاحتيال ذكاء. ولكل عمل شاذ هناك مبررات وعلب مكياج لتجميل الجريمة وتحويلها إلى عمل بطولي إنساني.

 

العصبية القبلية تطغى على كل شيء. القبيلة هي الدولة، وأصبحت الدولة لا شيء في حضرتها. للقبيلة تسليح يوازي تسليح ألوية بعدّتها وعتادها، أضف إلى ذلك أن الأشخاص والمجتمع يعيرون القبيلة اهتمامًا كبيرًا جدًا.

 

لدرجة أن القبيلة تحارب الدولة لأجل حماية قاتل من هذه القبيلة، فأصبحت القبيلة تعيق أعمال الأمن، ولا يستطيع القانون أن يكون نافذًا، هذا إن كان يوجد قانون أصلًا في الفترات السابقة. أما الآن، فقد أصبح الشمال يحتكم للقبيلة.

 

والأهم من ذلك، أن الرجال في اليمن لا يهتمون للعواقب التي ستنجم عن الأفعال التي يقومون بها. لا أستنقص أحدًا، ولكن أقول هذا من جانب تحليل شخصي ونظرتي للأحداث، بمعنى أنهم يقررون لمجرد حمية قبلية، وحدث صغير مثل شجار أطفال قد يؤدي إلى أمور كبيرة، قد تصل إلى كارثة تدمر بلدًا بأكمله.

 

نعود إلى قصة ملكة سبأ.

 

في القرآن، عندما جاء كتاب سليمان إلى بلقيس، قالت لمستشاريها ومن حولها: "أشيروا عليَّ"، وهذا جميل ولا يدل إلا على حكمة وعقل كبير.

لكن، وبكل بساطة، قالوا: "نحن أولو قوة وبأس شديد، والأمر إليكِ". وهذا دليل على الجهل وعدم التريث والتفكير في عواقب اتخاذ القرارات.

 

لكن انظروا ماذا قالت بلقيس: "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة". وهذا لا يدل إلا على تفكير عميق وبعد نظر وتأنٍ ودراسة للقرارات وما ينتج عنها.

 

لذلك، لا أطيل عليكم.

 

لقد توصلت أنا شخصيًا إلى أنه لا يستطيع حكم اليمن غير امرأة.

 

امرأة صنعانية جميلة، عيناها سجن لمن يخالف، وحزنها أمام المتمرد أقسى أنواع العقاب، وابتسامتها جائزة لمن أبدع. لا أريد أن أتعمق، لكن أعتقد أنها ستحكم بلغة الإشارة.

 

هههههه، والأمر لكم.