كتب :عادل الشجاع
هذا المبلغ كان رئيس الوزراء السابق يريد الاستحواذ عليه وكتبت حينها بتاريخ ٣١ مايو ٢٠٢٣ قلت، في كل بلاد العالم وفي كل زمان ومكان يتوجه اللصوص إلى الأماكن التي يريدون سرقتها تحت جنح الظلام ويلبسون القفازات لكي لا يتركون بصمات تدل عليهم أو على آثارهم في الأماكن التي أقدموا على سرقتها ، إلا في بلادنا فاللصوص لا يتخفون ولا يلبسون قفزات ، فقط يمسكون قلما ويوقعون على عقد بيع ، أو مناقصة .
هذه المنحة،كان صندوق التنمية الكويتي ، قد قدمها لتمويل وإنشاء وتجهيز كلية المجتمع في جزيرة سقطرى ، ولأن سقطرى محتلة من قبل الإماراتيين ، فكر وزير التخطيط بالاستفادة من المبلغ،فطلب من الكويتيين تحويله إلى قرض أثناء زيارته للكويت، فهو يعلم أن المنحة لا يمكن التصرف بها، فحولها إلى قرض لتأثيث ١١ من كليات المجتمع للتعليم الفني ، وأشرك معه وزير التعليم العالي والفني خالد الوصابي ، الذي فام بتشكيل لجنة مناقصات برئاسته وحصر المناقصة على ثلاث شركات دون الرجوع إلى لجنة المناقصات العليا التي اعترضت على هذه الإجراءات .
بعد أن ظهرت نتائج المناقصة ، اعترضت بعض الشركات على آليات وإجراءات المناقصة ، مما دفع بوزير التعليم العالي والفني لعقد اجتماع للجنة المناقصة برئاسته، خاصة بعد الطعون المقدمة من الشركات والمذكرة التي وجهها رئيس البرلمان سلطان البركاني معتبرا الإجراءات غير قانونية وطالب بوقف الإجراءات، فأقرت اللجنة إيقاف إجراءت المناقصة وإلغاء وثائقها وإعداد وثائق جديدة للمناقصة .
ولأن المبلغ يسيل عليه اللعاب وجه رئيس الوزراء وزير التعليم العالي والفني بالرد على مذكرة رئيس مجلس النواب، وجاء بمذكرة الرد المكونة من أربع صفحات أن المناقصة سليمة ووفق الشروط والمعايير، وبنفس الوقت وجهت مذكرة سرية، للشركات المتنافسة تفيد بتأجيل موعد فتح المظاريف لمدة شهرين .
هذا المبلغ قرض على الشعب اليمني، أوقفنا سرقته مع الكثيرين من الشرفاء في عهد رئيس الحكومة السابق واليوم بن مبارك يعيد الكرة مرة أخرى اعتقادا منه أننا قد نسينا أو أن ذاكرتنا ذاكرة سمك، فوجه بصرف المبلغ، تحت بند تجهيز وتأثيث كليات المجتمع للتعليم الفني في المناطق المحررة، بينما في حقيقة الأمر لم يعد هناك كليات مجتمع في هذه المناطق، إضافة إلى أن المبلغ كان منحة وتم تحويله إلى قرض على الشعب اليمني، فلماذا نقترض نحن ليأخذ القرض بن مبارك، فلماذا اللصوص في كل بلدان العالم في السجون، وفي بلادي مسؤلين عن السجون؟!.