ماجد الداعري
ماجد الداعري

ماذا لو فعلها الحوثي؟!

بينما كنت اطالع جانبا من جموع المعزين المكتضين داخل مخيم عزاء صديقي الفقيد العزيز عبدالولي محمود الصبيحي من كل مناطق الجنوب ومختلف المستويات القيادية الرفيعة من قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل حسن واللواء الركن محسن الداعري رئيس أركان القوات المشتركة لوزارة الدفاع إلى محافظ لحج والعشرات من قادة الألوية والمسؤولين العسكريين والقيادات الآمنية بعدن ولحج وأبين والضالع وغيرها ممن غادرنا وهم لايزالون يتوافدون في مواكب متواصلة نحو مخيم العزاء الذي عجز عن استيعاب حتى نصف المعزين مع المساحات المحيطة به، قلت لصديقي المحامي الصبيحي الجسور عبدالله الوحشي ماذا لو فعلها الحوثي ياصديقي العزيز وأعلن الإفراج عن سعادة القائد اللواء الركن محمود الصبيحي وزير دفاعنا المغدور به مرتين من الشرعية، تقديرا للموقف الانساني المتعلق بوفاة نجله الأكبر عبدالولي كثاني أولاده بعد وضاح وهو رهن الأسر، وعلى غرار مبادرته الإنسانية المتعلقة باستعداده الإفراج عن الطيارين السعوديين و٥ ضباط وجنود آخرين مقابل إفراج المملكة عن السجناء الفلسطينيين من حماس لدى السعودية، وبعيدا عن كل قرارات مجلس الأمن وصفقات تبادل الأسرى مع شرعية تخلت عن كل قيمها الإنسانية والأخلاقية فيما يتعلق بملف الأسرى ورفضت الموافقة على كل دعوات ومبادرات الإفراج عن الأسرى وبعيدا عن أي محاولة وإصرار من جماعته لاستثمار صفقة أسره طالما تعلق الأمر بجانب إنساني بحت متعلق بحجم فقدان إنسان أسير لنجله الأكبر. تنهد صديقي العزيز أبو حمزة من أعماق قلبه وهو يمسح قطرات العرق المتصبب من جبينه وقال لي : اقسم أنها ستكون كارثة على الشرعية ونصرا إنسانيا لايمكن للحوثي ان يحققه في الجنوب لو استمر في حربه بقية عمره، لأن ذلك الموقف سيكون بمثابة تسجيل هدف إنقاذي في وقت إنساني قاتل يساوي قيمة نصر عسكري مضاعف عشرات المرات وكفيل بتغيير معادلات عسكرية وقناعات شعبية بأن هذه الجماعة التي توصف بمليشيات انقلابية قادمة من خلف الكهوف وأدغال عصور التاريخ الغابر، أكثر إنسانية حتى من حكومة تزعم أنها الشرعية وكان فيها القائد الوالد العزيز أبو هيمان الأب الروحي لكل الصبيحة، وزير دفاع لتلك الحكومة التي كانت أول من سارع للغدر به مرة أخرى وبيعه وهو الذي أسر بميدان المعركة وهو يذود بكل شجاعته المعهودة عن وطنه وأرضه وشرعية قيادة الدولة التي رفضت تقديم اي صفقة تبادل اسري إلى اليوم للإفراج عنه. سرحت في خيالي وانا اتابع وفود المعزين وهم يتوافدون باستمرار إلى مخيم العزاء وقلت لنفسي ماذا فعلا لو فعلها الحوثي وأفرج عن اللواء الصبيحي وتركه يشارك المعزين حزنهم وأسرته على نجله الأكبر ابومحمود الأكثر تقاربا منه وحبا واعتمادا عليه رحمة الله تغشاه. تمعنت جيدا في ملامح الحزن والقهر الباديين على وجوه المعزين وهم يرسمون مختلف تضاريس الجنوب المتنوع وغرقت في تفكير عميق عن سر حب كل هذه الجموع التي تتوافد وتغادر المخيم لهذا الصبيحي الأكثر بساطا وتواضعا وقربا من الجميع وكل من عرفه وتذكرت به قبل أيام وهو يتحدث معي هاتفيا، بعد ان عاودت الاتصال به عصرا وعقب انتهائي من النوم أنه بطريق عودته للبيت وكان فقط يتمنى ان نتغدى معا ونجلس سواء لانه جاء إلى عدن وكان يتمنى ان نلتقي، فزاد حزني وقلت يا الهي لعله كان يستشعر أن ذلك اللقاء قد يكون آخر لقاء يمكنه أن يجمعنا. ومع استمرار شرودي في التفكير وانصهاري في تضاريس الوجوه الحزينة من حولي، قاطعني صديقي الوحشي وكأنه كان يقرأ ما افكر فيه وقال لي تصور يا ابو بشار مالذي يجمع كل هؤلاء القوم هنا لمشاركة هذه الأسرة حزنها،بكل تقدير وشعور بالواجب والكل يعلم أن والدهم أسير حرب مخذول ولم يعد له أي منصب اليوم بعد ان غدرت به الشرعية ولا يمكن لأحد أن يفكر بمصلحة منهم. هزيت رأسي مستغربا من تقارب تفكيره مع ما افكر به. وقلت له: سبحان الله ابوحارث لكأنك اخترقت دماغي وتجسست على تفكيري، لأن هذا ما افكر فيه والله. ومع وصول وفد جديد كان لزاما علي العودة مع وفد اللواء الداعري وترك مساحة للمعزين المتوافدين باستمرار، وحينها ودعت صديقي عبدالله وماجد محمود الصبيحي ونجل شقيقهما المرحوم وأنا ادعو الله أن يكون هذا اخر الاحزان في اسرتهما العزيزة *#عزاء_صبيحي_يجمع_كل_الجنوب* ✍️ *#ماجد_الداعري*