ياسر الفرح
ياسر الفرح

ترامب يتسبب في انقاذ قادة حماس

شأت الاقدار ان تجعل  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سببًا مباشرًا في إنقاذ قيادات بارزة من حركة حماس من محاولة اغتيال إسرائيلية كادت أن تغيّر مسار الأحداث.

القصة بدأت حين وافقت حماس على مقترح هدنة قدّمه ترامب، وهو ما وضع بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، في مأزقٍ معقّد. فقبول نتنياهو بأي وقفٍ للحرب يعني عمليًا نهايته السياسية وفتح باب محاكماته على ملفات الفساد المتراكمة ضده. لذلك لجأ إلى سياسة “الهروب إلى الأمام”، باحثًا عن تصعيد دموي يخلط الأوراق ويُسقط أي جهود للتهدئة.

ومع وجود الوفد الفلسطيني في قطر – التي تتحرك إلى جانب جمهورية مصر باتجاه حل سياسي يتعارض مع رغبة نتنياهو – اتخذ الاحتلال قرارًا بضرب وفد التفاوض نفسه، في محاولة لإخراج الدوحة من دائرة الوساطة وتحقيق هدفين بضربة واحدة: اغتيال القادة الميدانيين وإفشال المسار التفاوضي.

غير أن إصرار ترامب على حضور شخصيات وازنة مثل خالد مشعل وكبار القيادات ضمن الوفد، أثار استغراب القطريين، الذين مرروه  بدورهم للفلسطينيين. وبحسٍّ استخباراتي متقدم، قرر أعضاء الوفد اعتماد خطة احتياطية، فاستبدلوا مكان اجتماعهم وأرسلوا بعض المقرّبين وأفراد الحراسات إلى الموقع الأساسي وهم مستبعدين تماماً ان يتجرء نتنياهو بالاعتداء على قطر الحليف المهم لاميركا. وان فعلها فسيكون بضوء أخضر امريكي.

وبالفعل، استهدفت طائرات الاحتلال الموقع ليُستشهد عدد من المقرّبين للقيادات، بينما نجا الوفد الأساسي بفضل تلك الخطوة الاستباقية.

نجاة الوفد لم تكن مجرد حدث عابر، بل سُجّلت كانتصار استخباراتي للمقاومة الفلسطينية، يُضاف إلى انتصاراتها العسكرية على الأرض. لقد أثبتت حماس مجددًا أنها لا تجيد فقط إدارة الميدان، بل أيضًا إدارة الصراع السياسي والأمني بذكاءٍ ومرونة، في وقت يزداد فيه موقف نتنياهو والإدارة الامريكية تعقيدًا