ذهبت الشرعية لهندسة المرجعيات الثلاث بعد أحداث لا يمكننا مقارنتها بحرب 2015م فلماذا لا تذهب لصناعة مرجعيات جديدة اليوم؟
أنتجت ثورة ١١ فبراير أحزاب سياسية، وقوى عسكرية لها تأثير ودعم إقليمي؛ فشكلت تلك القوى" الشرعية " التي تتقاسم السيطرة عليها وفقا للمرجعيات الثلاث.
حرب الانقلاب كذلك؛ أنتجت قوى سياسية وعسكرية جديدة وهي : الحراك المسلح والسياسي المتمثل بالمجلس الانتقالي، والسلفيين، وحراس الجمهورية.
وكلها تتمتع بنفوذ عسكري، وسياسي، وقبول إقليمي، وحاضنة شعبية؛ ربما لا تتمتع بها قوى منضوية تحت مظلة المرجعيات الثلاث؛ الإصلاح مثالًا: والذي تقوده مرجعيته السياسية، والعسكرية؛ لعداء القوى الظاهرة مؤخرًا وجعلها في سلة النظام السابق، الذي شاركه السلطة على مدى 30عاما أو يزيد!!
فلماذا لا تمد القوى التي أنتجتها الثورة يد الشراكة مع القوى التي أنتجتها الحرب؟ وتجنب المرجعيات الثلاث، لولادة اتفاقا جديدة! اتفاق.. "تغلب فيه مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والإيدلوجي". "يعطي القضية الجنوبية حقها" "يكفل عودة الشرعية لعاصمتها" "يترك للحوثي مجالا للعمل السياسي بعد هزيمته"
فالحكومة التي لا تشرعنها جميع القوى السياسية والعسكرية؛ لا تمثل اليمن إلا في المنابر الإعلامية. أما على الأرض فهي قوى يمنية قديمة، تتصارع مع قوى يمنية جديدة. تلك الأخيرة؛ ترى المرجعيات الثلاث حبر؛ كتبته الأولى على الورق، لتستمد الشرعية؛ وستظل كذلك إذا عجز كاتبها.. عن نفخ الروح فيها.
فلماذا لا تستغل القوى الجديدة والقديمة شرعية الرجل العجوز، وتحمل معه البلاد إلى وضع آمن بطرق مختصرة؟ ما الذي يمنعها!؟ لماذا تختزل القوى القديمة "الوطنية" في المرجعيات الثلاث!؟ وتسلب حق القوى الجديدة في المشاركة بوضع حل شامل للبلاد؟
صالح شنظور