عهد جميل
عهد جميل

الشعب الصامت والصامد هم عدن وآهلها

يبدو من بعيد أن هذا الشعب الصامت كأنه جيش من الأشخاص الذين يقفون بنفس الطريقة فى عمل فنى يحاكى الإنسان، ولكن أغلب من يراها يشعر بعدم ارتياح بالنظر.

أعوام تمر من الدماء والدمار والركام ، أعوام وغاليتي "مدينة عدن" تحتضر تحت المدافع والقنابل والطائرات والحرائق، أعوام وتاريخ الشرق وثقافته يحترق، أعوام وعروس الشرق غارقة بالدماء، والعالم! تباً لهذا الخذلان.

أعوام وحبيبتي "عدن" تموت من قلة الحياء، من قلة الوفاء، من قلة الإخاء.

لا تزعجوا أقلامكم ولا تلوثوا أوراقكم، فقط كسرة خبز وشربة ماء تطيل عمر عذابنا دون أن تنهي مأساتنا.

إن المسائل التي باتت محيرة للكثير من المتابعين للشأن "اليمني" أو بمعنى آخر "للمجتمع العدني" الهدوء الذي يتحلى به الإنسان على ارض عدن ، والذي اصبح لا يقتصر على المواطنين فقط وإنما غالبية من يقيمه على ارضها، إلى درجة ان العديد من النقاد ذهبوا إلى تسمية الشعب "العُدني" بالشعب الصامت وانه يخفي من وراء ذلك قراءات دائما تكون صحيحة من خلال نظرته للأمور على الصعيدين الداخلي والخارجي، خاصة اذا تطلب الأمر ان ينأى بنفسه عن إقحامها في مسارات يعتقد انها ان لم تتسبب في دمار فهي ستزرع بذور من الاحقاد والكراهية وسيجني ثمارها اجيال متعاقبة لعشرات بل لمئات السنين، تماما كما هو حاصل الآن في عالمنا العربي والإسلامي والدولي من نعرات موروثه في الجانب القبلي والطائفي، التي أدركت مدينة عدن ابعادها فتمسكت بإرثها التاريخي والإسلامي وركزت على شأنها الداخلي منذ ميلاد نهضة مدينة عدن الحديثة ، تعليما للإنسان ورعاية لأحواله الاجتماعية والمعيشية والصحية وتطويرا للبنى الاساسية وتحديثا للخدمات المختلفة المقدمة للمجتمع، ومدا لِيد الاخوة والصداقة والسلام وترسيخا لمفهوم إعلام يبني ولا يهدم ينتقد ولا يجرح يؤلف ولا يفرق يعمل بمبدأ الرأي والرأي الآخر ضمن إطار مساحة الحرية الكبيرة التي يتحرك من خلالها، والتي بطبيعة الحال لا تتجاوز او تتعدى على الآخر أو تسيء إلى أمن الوطن وقائده وما سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المجتمع العدني.

نريد ان نوصل للعالم بشكل عام مدينة عدن وأهلها يحبون الجميع ولايريدون زعزعة الامن والاستقرار في مجتمعهم ، عدن صامتة وصامدة ، فحكمة الصمت التي يتصف بها المجتمع العدني، ليس بالمطلق وإنما في القضايا التي يدرك ان الخوض فيها لن يزيدها الا اشتعالا، والا كيف استطاع ان تكون له في غالبية خارطة العالم موطئ قدم يحمل فيها رسالة محبة وسلام وفكر مستنير اساسه عدم التدخل في شؤون الآخرين واحترام سيادتهم وقيمهم ومبادئهم.