كثيرة هي القرارات التي اتخذناها في حياتنا ولا زلنا نتخذها في كل يوم، وفي كل موقف، ولكن كم مرة ندمنا على مثل هذه القرارات.
لو تأمَّلت في كثيرٍ من المشكلات التي يواجهها الفرد والمجتمعُ، ستجدها نتاج عدم التثبُّت، ووليدة التسرُّع في اتخاذ القرار، وهذا يعود إلى جهلِ بعض المسلمين بتوجيهات الشريعة الإسلامية من جهة، أو إلى الغفلة وعدم الاهتمام بالالتزام العملي بها من جهة ثانية، ولعل أهم توجيه شرعي يؤكد التثبت وعدم التسرع في اتخاذ القرارات.
مع إنسجامي بالواقع كثيرا ما تعاملتُ مع أشخاص لا يئنون ولا يشتكون من حياتهم أو ظروفهم الخاصة، ثم سرعان ما عرفتُ بعد اقترابي منهم أنهم حقًا لا يئنون ولكن ليس لأن حياتهم خالية مما يستحق الأنين وإنما لأنهم قد تجاوزوا مرحلة البوح والصراخ إلى مرحلة العجز عن الشكوى، أو إلى مرحلة “الصمت ، "قوة الانفعال” وهي مرحلة متقدمة من مراحل الألم يفقد الإنسان معها حتى القدرة على الكلام والشكوى والبكاء.
فتعلمتُ هذا الدرس، واستعنتُ به في فهم شخصيات كثيرين يظنهم الغافل سعداء، وهم في الحقيقة “مآس بشرية” تمشي على أقدامها.
علينا ان نركز على هذا الموضوع الذي هو مهم وحساس وأساسي في حياتنا ، وإلا سنفقد أشياء فقدها السابقون وسببها "التسرع في إتخاذ القرار".