ماجد الداعري
ماجد الداعري

رغم كل هذا.. لا وألف لا للتطبيع!

تخرجنا كدفعة سادسة من الصحافة والاعلام بجامعة عدن عام ٢٠٠٧ تزامنا مع العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة فاتفقنا على تسمية الدفعة ب"دفعة غزة" واقمنا قبلها في الكلية احتفالا تضامنيا مع صمود أهل غزة أمام آلة الحرب الاسرائيلي المدمرة وكان أغلب الطلاب الفلسطينيين الدارسين يومها، باقسام الكلية المختلفة،مع الأسف، يغازلون ويبايعون الفتيات تحت شجر الكلية على العشق الغرام في المنشط والمكره وكأن القضية ليست قضيتهم والأمر لايعنيهم وابادة اهل غزة لايهمهم ولايرتقي حتى إلى مستوى إهتمامهم بالمشاركة معنا في تلك الفعالية، وهو الأمر الذي دفعني يومها - والشاهد الله على ما أقول- إلى التهجم الغاضب على أحدهم بعد الانتهاء من الاحتفال، بعد ان صدمت بوجوده على طاولة مقصف العم حمود جوار مبنى القسم الفرنسي بكلية الآداب وكان رده علي بكل برود وبجاحة مفرطة، من جوار بغلته الملطخة بكل ألوان العلم البرازيلي:ومن قالك ياعمي تتضامن مع غزيييه وشو بدنا بتضامنكم هذا"،ليرد عليه صديقي ماهر القدسي الذي كان يومها يودع قسم اللغة العربية بالكلية بتدريبات رياضة حديد : والله انكم تستحقون الدعس من إسرائيل وأنهم على حق اذا كان هذا منطق الشعب الفلسطيني". ولكن ورغم كل هذا الانبطاح من كثير من الفلسطينيين والتخادل والعمالة ضد قضيتهم ورغم بيع بعضهم لاراضيهم ومنازلهم لليهود حقيقة ومصاهرتهم للاسرائيليين وتقاسم بيوتهم معهم مقابل الزواج منهم والعمالة والتجسس لصالحهم. رغم مهادنة البعض أيضا لليهود والتقرب منهم أكثر من غيرهم من العرب الآخرين الباحثين عن تحقيق مصالح على حساب قضيتهم التي تعد قضية كل فلسطيني حر اولا وقضية كل عربي ثانيا وقضية كل مسلم وانسان سوي يساند الحق وفق القوانين والمرجعيات والتشريعات الدولية ثالثا.. ورغم حرص الجماعات الدينية على التكسب على حساب القضية الفلسطينية والتسول المادي منذ عقود من الزمن باسم القدس وقضية تحرير الأقصى وغيرها من جمعيات النصب والاحتيال باسم القضية الفلسطينية التي لا يحق لأحد التكسب من ورائها ولا التطبيع والخيانة باسمها مهما كانت الأعذار والمبررات التي تحاول التسويق وتجميل قباحة ووقاحة المطبع.  ورغم.. ورغم ورغم الكثير والكثير والكثير من الأخطاء والتفريط الفلسطيني بحق القضية الفلسطينية العادلة، لن ولا يمكنني أن أوافق على التطبيع مع كيان اسرائيلي غاصب لاشرعية دينية ولا دولية ولا واقعية ولا منطقية ولا أخلاقية لوجوده على ارض عربية فلسطينية مغتصبة بالقوة لأن الأمر ببساطة يتعلق بسبب وجيه ومنطقي يتمثل في انه ليس من حقي أو غيري أولا:ان يؤيد ويبارك التطبيع على حساب الغير وحقه وقضيته العادلة وتضحايته وثانيا:كون الأمر يخص أهل الأرض الفلسطينية وأسر شهداء المقاومة وكل عربي مسلم حر يعي أهمية القدس دينيا وعربيا وإسلامي. #رغم_كل_هذا_لا_وألف_لا_للتطبيع #ماجد_الداعري