في مثل هذا اليوم من هذا التوقيت انتصرت الحرية والعزة والكرامة للبشرية انذاك : في معركة زمنية باهضة أتيحت فيها كل وسائل اللين والنصح والإرشاد . استنفدت فيها كل اليات الحوار وتدخلت عناية ربانية لعل وعسى أن يذكر أو يخشي . لكن لم يرق لهذا النوع من البشرية سوى الكبر والتيه والإصرار على الاستبداد وبذخ كلمات العلو والاستعلاء أخذ يضرب أمثلة بأنهار لم تكن له يد في صنعتها . وبعدها يقول انا ثم يضرب بيد من حديد القوم تارة يقتل الأطفال وتارة يبقى طفل بطلب خاص ما يشاء . يذبح ويقتل ويستحيي النساء ثم يدعي انه لم يعلم لهم من الإله غيره. وفي ظل هذا كله يخبر المستشار هامان أنه يظن موسى كاذبا ويعلم الحقيقة . يجحدون والنفس مستيقنة بالظلم والعلو. وحين جاء مشروع التوحيد مشروع الحرية مشروع الكرامة مشروع التنوير والنهضة وفي هذه اللحظة التي تشعر قوي الاستبداد والظلم والدكتاتورية سرعان ما ترفع شعارات التضليل وتتوشح سيف الحرب مع رفض أي حوار من اي طرف كان لا تقبل بينة ولا برهان حرب إسكات الأفواه والتعبير عن الرأي . انطلق فرعون مسرعا إلى مصيره الذي يوكد سقوط هذه الممالك بالحجة أو بالحماقة تقدم فرعون مسرعا بالجنود يريد إنهاء أصحاب الحرية ليكون مصيره الحتمي في بحر لا يقبل طهارة حديد ذاك أن يقبل جثمان مستبد .
في وسط البحر تنتهي قصة استبداد عاث في يابسة .
في وسط البحر سطرت أحرف تاريخ الكبر والظلم والجهل معا .
في وسط البحر تنتهي حكاية شرذمة حكمت ثم ظلمت ثم ابتلعها بحر الحرية .
أخيرا انتهت قصة الاستبداد وسط ذلك البحر لكنها عادت اليوم بصورة مختلفة فهل ستتدخل قدرة الله كما تدخلت مع موسى وقومه أم أن أسباب السماء لا تتدخل إلا إذا استخدم المستضعفين كل الوسائل المتاحة لهم للدفاع عن الحرية في الأرض ؟؟
حسين حمود بن زايد