تصنيف الخارجية الأمريكية الحوثيين جماعة إرهابية، صدر مع نهاية عهد ترامب، مما أثار جدلا حول مستقبل هذا القرار في ظل التباين بين سياسات الجمهوريين والديمقراطيين تجاه كثير من الملفات الداخلية والخارجية، فيبرز السؤال: هل ستستمر إدارة بايدن في تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أم سيحصل تغير في الموقف تجاه الأزمة اليمنية عموما، وجماعة الحوثيين خصوصا؟
أولا: الثابت في السياسة الأمريكية أن الموقف من أذرع إيران في المنطقة، هو جزء من الموقف الاستراتيجي الأمريكي من الملف الرئيسي المتمثل بإيران وملفها النووي وحرسها الثوري ونظامها السياسي، بغض النظر عما تمثله تلك الأذرع المحلية من تطرف أو اعتدال إيديولوجي أو ما تمثله من خطر أو مصالح على شعوبها وبلدانها سواء في اليمن أو العراق أو لبنان أو سوريا أو الخليج.
ثانيا: الأوضاع الراهنة في اليمن -مثلها مثل أي بلد عربي- هي جزء من الوضع الكلي في الشرق الأوسط، هكذا ينظر إليها صناع القرار الاستراتيجي في العالم وعلى رأسهم الأمريكان، وهي نظرة صحيحة مبنية على حقائق تاريخية وواقعية وجيوسياسية، بالتالي من الطبيعي أن يرتبط الموقف الأمريكي من جماعة الحوثيين بالموقف الكلي من إيران.
ثالثا: من المقدمتين أعلاه نستطيع التوقع: أن إدارة بايدن القادمة ستستفيد من قرار التصنيف القائم كورقة تفاوضية مع إيران، ولن يتغير موقفها من الحوثيين إلا بقدر ما يحصل من تغير في مسار مفاوضاتها مع النظام الإيراني حول الملف النووي ذي التأثير المباشرة على أمن اسرائيل وأمن الطاقة في الخليج وممرات الملاحة الدولية، التي تمثل أهم مراكزات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.