لو لا صمود المأربيين بكل مكوناتهم القبلية والسياسية والمقاومة مع الجيش الوطني في مواجهة اصرار مليشيات الحوثي على السيطرة عسكريا وأمنيا على مأرب
لكان سقطت جميع تحصينات جبهات الحرب لا اكثر من سنة ونصف على الأقل . وفي حقيقة الأمر يقرأ هذا الصمود الاسطوري وحجم وكمية الدم المسكوب على امتداد تراب ووديان وسهول وجبال جبهات الحرب بأن فترة خوض المعارك تزيدهم تماسكا ووحدة صلب عجزت منهجية التفكيك وادواتها واللعب على التناقضات والخلافات السياسية والقبلية التي اجاد استخدامها الحوثيي في عمران وطوق صنعاء في مسلسل حروبه واسقاطه للمدن والعاصمة صنعاء . في مأرب الصحراء الارث الحضاري والعمق القتالي ومنهجية البداوه واثقال مراجع النخوة والعصبية البدوية ايضا المشبعة بلخفية قداسة التراب والارض شكلت كتلة اجتماعية سياسية وعسكرية وقبلية صلبة أفشلت كل محاولات الاختراق الحوثية على أسوار مأرب العز والصمود . مايميز هذا الثبات انه لم يسمح لوجود مساحات كبيرة على جغرافيا خارطة مأرب العسكرية بوجود تموضعات عسكرية تحمل ثارات الانتقامات حيث صمم الماربيون قيادة ومرجعيات على تذويب الخلافات الداخلية بدء من سياج مراد المنيع إلى ماتبقى من محور القبائل الاخرى المنخرطة في القتال . رغم وجود اقليات ذات ولائات طائفية ذات اوزان متدنية . أن اكتساب معركة مأرب بعد وطنيا يتنامئ يوما عن آخر هو احتضانها للصف الجمهوري من عموم محافظات اليمن ولبنية المشروع الوطني الذي يقوده الرئيس عبدربه منصور هادي ( اليمن الاتحادي ) رغم خذلان بعض القوى السياسية التي انخرطت في الحوار الوطني واليوم تحاول تختفي وراء الانظار وتبرر عدم توجيه انخراطها في جبهة الفعل الوطني دفاعا عن مشروعية ماانجزته ثورة 11 فبراير بتلبيس القوى المدافعة الحاضنة للمشروع الوطني بعدا ايدلوجيا لا تستدعيه أولويات الهدف الكبير المتمثل في الحفاظ على وحدة الصف الجمهوري اولا وتاليا . القرأة الموضوعية من اختلاق الإعلام الشعبوي المناهض والمفتعل ضد تضحيات مكونات ماتبقى من بنية الدولة عسكريا واجتماعيا يتم تشويهه من خلال وصمه بأن الصراع وحرب مأرب هي ضد الاخوان المسلمين وان كل من يدافع عن مشروع اليمن الاتحادي والشرعية هو اخواني . تلفيقات الاخونة تنتجها وتمنتجها خلية ( طهران) من الضاحية الجنوبية في بيروت الى ابوظبي وهذان المشروعان يتلقيان دعم واسناد طبقا للدور الوظيفي المناط . اضعاف اليمن دولة وشعبا وتفكيكه وانهاك اي مشروع مقاوم لبناء دولة اتحادية لليمنيين بعد فشل مشاريع التشطير والكنتونات الصغيرة ماقبل الستينيات . اليمن الفيدرالي الاتحادي العادل اسوة ببقية دول العالم يواجه خطر طموحات اطراف تريد السلطة فقط بأي شكل كان وتعتقد انها احق بالحكم وكلاهما ينطلقون من خلفية ارث السيطرة والنفوذ باستخدام السلاح ولليمن شماله وجنوبه وقائع على الارض تؤكد هذه الفرضية عبر دورات العنف شمالا وجنوبا . بعيدا عن روح التوافقات الوطنية محال تستقر اليمن ولن تمون غلبة حاكمة ولا العودة لسلطة التبعية . اليوم ليس الامس .
عوض كشميم