اتصلت ظهر،أمس، بأحد الزملاء الصحفيين بعدن، للسؤال عنه وتفاجأت به مشغول ومن حوله أصوات كثيرة وكأنه في مهرجان احتفالي صاخب، لم أكد افهم شيئا مما قاله على عجالة غير أنه مشغول وانقطع الاتصال.
فأعدت الاتصال به مجددا، لأسأله بإلحاح عن مكان وجوده.. وطبيعة الأصوات الاحتفالية المحيطة بوجودة وكيف يمكن إقامة احتفال بنهار رمضاني وفي زمن كورنا ودون كهرباء؟ فقال أنه ضمن الكثير من الزملاء والمسؤولين بعدن، محتشدين في رصيف ميناء الزيت بالبريقة،لاستقبال سفينة الدفعة الأولى من المنحة النفطية السعودية لمحطات الكهرباء!
-ايش تقول وأين هي المنحة هذه يا..
ياخي الآن منتظرين وصولها علشان نصور ونوثق لحظات وصولها ونأخذ تصريحات على هامش وصولها وبنرجع بعدين، بتجي نسجل اسمك بالكشف حق الاعلاميين اللي بيغطوا. - لا لا.. إيش من كشف وايش من منحة.. وبالله عليكم ما تعرفوا ايش تعني كلمة منحة.. وبالله عليك كيف بتكون منحة والحكومة دافعة قيمتها مسبقا كشرط مسبق؟ ياخي.. وأنا ايش علي.. منحة ولا شحنة.. اهم حاجة بيدفعوا لنا حق التخزينة والمواصلات.. وبنسميها باللي يشتوا.. إيش خسرانين. - لا غلطان يا... وخسرانين انكم تكذبوا على شعبكم وتظللوهم بالباطل وتغرروا عليهم بالكذب والتدليس في أمور تعلمون أنها غير صحيحة وأن هناك من يحاول استغفالكم على حساب أهلكم واستحقاقات وطنكم عبر استغلال سلبياتكم وتساهلكم بأمور وطنية مقدسة وحاجتكم لمبلغ تافه كقيمة تخزينة قات أو خمسة آلاف كقيمة مواصلات، بينما تشرعنوا لهم تكعيف وطنكم المدمر وشعبكم المنكوب الأكثر مجاعة بالعالم، والأجيال المقبلة، تبعات ستسألون عنها أمام الله كغيركم من المسؤولين الخونة لوطنهم والمفرطين في كل مالبلدهم واهلهم من حقوق وطنية والتزامات حرب قانونية وتعويضان إلزامية، ممن عاثوا خرابا ودمارا في بقايا بلدهم المنكوب بكل الكوارث والمآسي والنكبات،مقابل مرتب شهري يصلهم بالعملة الصعبة بانتظام ونسب َوامتيازات اجرامية من تحت الطاولة على حساب معاناة شعبهم المنهك بكل مواجع العالم.
يابو بشار.. مالك علينا الآن.. وبطلك المزايدة والمثالية، في زمن اغبر لا بقاء فيه الا للصوص والعملاء وانا بالله عليك ايش تشتي مني اسوي.. وقدك عارف أنهم كلهم خونة وعملاء من أكبر كبير إلى أصغر حارس او مرافق مع ابسط مسؤوليتنا الموقوفين. - يعني وانت ضروري تكون مثلهم وتقتدي بهم وتسير على نهجهم! ياخي اسمعني ارجوك.. واسمحي لي اكمل شغلي فقد وصلت السفينة الآن وخلينا نلتقط كم لقطة ولقاء وبعدين بنتناقش للصبح ولا عليك، وقدهم كلهم يسموها منحة نفطية سعودية إنقاذية لليمن، لتشغيل ٨٠ محطة كهرباء. -طيب وفينها الثمانين محطة هذه.. وايش عليهم يحددها هم، ويضعوا شروطهم المسبق علينا في كيفية توزيعها، وهي منحة.. يفترض أن يكونوا أعطونا اياها وشكرناهم والسلام، ولا داعي لكل هذا الاحتفال الكرنفالي الرمضاني لاستقبال سفينة وقود بزمن كورنا وانقطاع الكهرباء.
ياخي خلاص تمام ارجوك اسمح لي الان رست الباخرة والله.. بأي ابوبشار. #منحة_نفطية_بقيمة_مدفوفة_مسبقا #حفل_استقبال_حاشد_لأول_سفن_محنة_نفطية_سعودية_لليمن #ماجد_الداعري