أعرف أنها خطيرة لكن لم أتوقع أنها لص يستطيع أن يسرق مني زميل دراستي وتعبث به كل هذا العبث ذاك الزميل المرتب المُهذب صاحب الأخلاق الحميدة والوجه البشوش من كان أجملنا وأنبلنا، مرت فترة طويلة منذ افترقنا لم أكن أعلم عنه شيء عدا أنه التحق بالسلك العسكري، صادفته اليوم لكنه لم يكن ذاك الصديق الذي أعرفه من قبل لقد تغير تماماً لدرجة أنني لم أعرفه حتى تكلم واقترب ليلقي عليّ السلام وجهه شاحب عيونه محمرة وجسمه هزيل ومنهك وملابسه غير مرتبة ( مُشاطل مُناطل ) في أحد الصيدليات التقيته وهو يبحث عن نوع من المسكنات ( حبوب الهلوسة ) أعتذر له الصيدلي لعدم توفرها ومع ذلك تلفظ عليه بكلام قذر لم أكن أتوقع أن يخرج من ذلك الصديق المهذب، حينها تأكدت أنها قد سرقت منه كل شيء حتى أخلاقه، فلا قيمة للحياة دون أخلاق !
بعد أن خرج همس لي الصيدلي قائلاً أنت شخص محترم لا تلوث سمعتك بصداقة شخص كهذا هذا مُدمن ويأتي إلينا أكثر الأيام بهذا الحال. الله كم هو مُحزن ومؤلم أن تشاهد صديقك وهو بهذا الحال وتصبح صداقته ملوثة للسمعه
اللعنة على ذلك اللص الخطير والقاتل الذي يسرق عنا الأصدقاء ويسرق منهم عنفوان شبابهم ويدمر حياتهم من حيث لا يشعرون .
هي "المخدرات" اللص الخطير الذي يسرقك منك من حيث لا تعلم، يسرق منك أولادك إخوانك أو اصدقائك، الخطر الذي يجتاح المجتمع ويدمر الشباب في ظل تجاهل الجهات الرسمية لمكافحة هذه الجائحة الاشد خطراً من غيره
خطراً كهذا يجب على الجميع مكافحته ابتداءً من الأسرة ثم المدراس والجامعات والمساجد
يجب أن تكون هناك حملات توعوية ترافقها حملات أمنية مكثفة بالإضافة إلى بناء مركز متخصص لمعالجة حالات الإدمان والحد من تفشي هذا الخطر .