قبل ألف عام ويزيد ، كان ألأمير " فلاديمير الأول " محتارًا بين المسيحية والإسلام .. بعث إلى فلسطين باحثًا عن معرفة أيهما الدين المناسب لشعبه في أوكرانيا .. طبعًا ذهبا إليه موفدان عربيان من فلسطين ، الأول مُسلم والآخر مسيحي ..
استمع الى المُسلم وطلب منه أن يحدثه عن الإسلام فقال : صلوات خمس في اليوم والليلة ، وصيام شهر رمضان ، ومُحرَّم شُرب الخمر ، مُحرَّم أكل لحم الخنزير ،ومضاجعة النساء دون عقد زواج شرعي ، وزاد فوق ذلك بوجوب ختان العضو الذكري والخ ..
تأمل الأمير في تلك التعاليم التي توجبه ترك كل رغباته ونزواته ، وفي قرارة نفسه أنه لن يستطيع التنازل عن ملذاته الأساسية التي صارت جزءًا من حياته اليومية .
طلب الأمير أن يقابل العربي المسيحي الذي كان فطنًا وعرف ما في ضمير الأمير ، وحين سأله عن دين المسيحية وماهي واجبات معتنقها ، فأجابه : بسيطة وسهلة : تؤمن بالله المطلق وبالمسيح وأمُّه مريم العذراء ؛ شُرب الخمر طاعة وعبادة ، أكل لحم الخنزير حلال ، أمَّا مضاجعة النساء دون زواج فهو زنا وخطيئة ، لكن الله يغفر كل الذنوب والخطايا .
سأله الأمير مرعوبًا : وماذا عن قطع العضو الذكري وهل يتوجب الإيمان بدين المسيح فعل شيئًا ؟ فأجابه : هذا في الإسلام واليهودية ، أمَّا في ديننا لا يوجد ختان للعضو الذكري ولا يحزنون ، كما والصلاة يمكنك أن تؤديها حين تستفيق أو تذهب لنومك أو تؤكل أو تمشي أو جالس ..
طبعًا في نهاية القصة أختار الأمير المسيحية ودخل شعبه في المسيحية منذ ذلك التاريخ ...
ببساطة شديدة ، علينا حسن اختيار الأشخاص ، ليس فقط السفراء والوزراء ومن يشغلون المسؤولية ، وإنما يتوجب علينا إختيار اصدقائنا ، وكلماتنا التي ينبغي أن تُنتقى بعناية مثل ملابسنا التي نرتديها في صلواتنا وأعيادنا .
كما وعلينا حُسن الاختيار للطبيب الذي يعالجنا أو المعلم والمدرسة أو الجامعة التي نعلم أولادنا فيها ، بل حتى أبنك أو رفيقك الذي ترسله إلى السوق كي يشتري حاجات بيتك ، فليس كل شخص آهل لأن توضع ثقتك به .
الخلاصة هناك من يُشرِّفك ، وبالمقابل يوجد من يخذلك ويجعلك تعظ اصابعك ندمًا وحسرة ..
محمد علي محسن