ظنين الحوشبي
ظنين الحوشبي

طلعت السابع..! 

في بداية الفصل الدراسي الثاني من السنة التمهيدية لدراسة الماجستير طَلَبَ منا أستاذ مادة الصحافة إعداد بحث عن تناول الصحافة للأحداث السياسية. فوجدتُها فرصةً للكتابة عن الأحداث السياسية التي شهدتها اليمن منذ ثورة الشباب حتى اللحظه..

 

ظللت أبحث مدةً لا بأس بها، ثم أرسلتُ ما انتهيت إليه انتظرت النتيجة كثيرًا، وبعد فترة فتحت موقع الجامعة، لأجد نفسي في الترتيب السابع على القاعة، متجاوزًا لغة الدراسة وصعوبة الجمع بينها وبين العمل في مهنة المتاعب. 

 

 التوفيق من الله، ولا شكَّ أنَّ دعوة الوالدين لها أثر كبير..

وفجأةً تذكرت أن الزملاء في المادة سبعة، وأني حصلت على أقل درجة فيهم! أين راحت دعوة الوالدين مش عارف..؟كيف تدعي لي أمي لا أعلم..؟ 

تحسرت كثيرًا، لكنَّ المشكلة ليست مني، الظاهر أنَّ أستاذ المادة قرحت معه الفيوزات من بعد التحولات السياسية اليمنية، وظنني العب عليه...

 

بدأت أسرد أحداث اليمن هكذا: استُهدِف الرئيس صالح بالنهدين، ونُقِلَ حينها للعلاج في السعودية، ثم عاد لليمن لتسليم العلم للنائب الهادي بموجب مبادرة خليجية وضعتها دول الخليج ... ترشَّحَ هادي بعد شهرين لرئاسة اليمن، وفاز فوزًا ساحقًا في انتخابات حُرَّة ونزيهة، شَهِدَ لها العالم أجمع.. كيفَ كانت انتخاباتٍ نزيهةً وشَهِدَ لها العالم والمرشح واحد؟

 

بعدها دخلنا فندق موفمبيك في صنعاء، وقعدنا أكثر من سنة نتحاور، وخرجنا بميثاق وطني جامع، قُسِّمَتْ بموجبِهِ البلاد إلى ستة أقاليم: اثنين للجنوب، وأربعة للشمال ... عَلِقَ الحوثي في آزال حيث لا بحر، قرَّر إفساد كل شيء وأعلن الانقلاب على الحوار، ودخلت البلاد في معركة جديدةٍ تحالف فيها الحوثي مع صالح على المبادرة والحوار وسُلِّمَتِ المعسكرات ومؤسسات الدولة للسيد الذي زحف من صعدة إلى صنعاء ...

من هذا السيد؟! رجل يسكن مرَّانَ، يريد أن يحكم؛ لأنَّ جده كان الأحق بحكم اليمن منذ زمن بعيد!!  

 

وصلت المسيرة إلى صنعاء بعد مرورها بعمران، ووضعت الجميع تحت الإقامة بمن فيهم الرئيس هادي، لكنَّه نكع إلى عدن! كيف نكع هذا الجني؟! لا ندري؟!

 

لحق الحوثيون به إلى عدن، لكنه ركب البحر إلى عمان، وطلب تدخلًا عسكريًّا من السعودية لضرب الحوثيين وقطع يد إيران في المنطقة.. 

 

السعودية لبَّتِ النداء وشكلت تحالفا أعلنت من خلاله انطلاق عاصفة الحزم لاستعادة شرعية الرئيس هادي إلى صنعاء ووقف المد الفارسي في المنطقة قبل سبع سنوات! سكعني سؤلا وهل عادت الشرعية إذا ؟ كيف أرد عليه وقد طحست عدن..!

 

ومن قال إنَّ عدن سقطت أصلًا؟! عدن بيد أهلها! فلنترك الحديث الآن، انا عازم العودة إلى البلاد، والجماعة جالسين بالمطار، ولا ينقصني الدخول في مشكلات مع صالح السيد.

 

فلنرجع إلى هادي، أشعر أنَّ السعودية لم تقصر، فتحت فندقًا كبيرًا في الرياض ضَمَّ المشيرَ هادي والفريق الأحمر، وعدداً من قيادات الدولة، مَن هذا الأحمر؟ الأحمر نائب الرئيس وهو رجل عسكري، أظن أنَّ الكل يعرفه من بعد رسائل التهاني التي يتبادلها مع المشير مع كل مناسبة وطنية.. 

 

بل ساهمت الرياض إلى جانب شقيقتها أبو ظبي في الدفع بقوات عسكرية تُجاهَ سقطرى والمهرة، لاستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الحوثي.؟! ألم تخبرني أن لا وجود للحوثي بالمهرة وسقطرى؟! صحيحٌ لكنَّ الحقيقة تقول كذ.ا! 

 

انتهت عاصفة الحزم وكلُّ شيء على ما يرام، وأعلن عسيري تدمير أكثر من خمسة وتسعين بالمائة من سلاح الحوثي الجوي والبري. ولا شكَّ أنَّ الصواريخ التي اخترقت أرامكو لم تدخل الحسبة. اينه عسيري هذا قد في ناطق أخر للتحالف ماعلينا.. 

أهم شيء الأمل مستمر، واليمن بخير لكنَّ حُزنًا عميقًا يجتاح دواخلنا على علي صالح الذي وُضِعَ في الثلاجة.. 

 

مَن علي صالح هذا؟ وما قصة الثلاجة؟ هو رئيس سابق لليمن، تحالف مع الحوثي، 

وبعد سنتين من التحالف قَتَلَهُ الحوثيون؛ لأنه لعب بذيله، ماذا عن المؤتمر بعده..؟ تفرَّق وافتتح عشرة فروع، جديدة منها في القاهرة وأخر في الرياض. وصنعاء وعدن. 

وماذا عن طارق صالح..؟

 

هذا مشروع مقاومة لحاله أرسله الحوثيين والان قائد مقاومة حراس الجمهورية ويتقدم الصفوف الأمامية للساحل الغربي،حتى أنه بنا مدينة سكنية في سبيل استعادة الشرعية التي لا تعترف بها. 

 

المهم، لا قلق، اليمن بخير، وهي الآن في مرحلة إعادة الأمل ومرحلة الإعمار التي أطلقتها الرياض، و مستمرة منذ أربع سنوات، وقد شملت مطار مأرب وأجزاءً واسعةً من الغيضة وسقطرى حتى مدينة المكلا بحضرموت رَغْمَ أنَّ الحرب لم تَصِلْ إلى حضرموت! لكنَّ خير التحالف واسع.

 

 أمَّا عدن فقد عانقت الرياض قبل ثلاث سنوات وتكفلت أبو ظبي بتوليَ مِلَفِّها حتى إنَّ الكَهرَباء لم تغادرها منذ أن تعهد بن زايد للزبيدي الذي كان محافظًا لعدن قبل أن يُقيلَه هادي، ويُشكِّلُ هذا الأخير مجلسًا انتقاليًّا، ليصبح الرئيس الخامس للبلاد اللي بلا رئيس.