الدولار الامريكي سواء الابيض ذو الطبعة القديمة ٢٠٠٣ و ٢٠٠٦ او الدولار الازرق ذات الطبعة الجديدة ٢٠١٣ و٢٠٠٩ كلها طبعات قانونية ملزم التعامل معها قانونا على مستوى العالم بقطع النظر عن تاريخ طباعتاها.
لكن في بعض البلدان المأزومة محلات الصرافة وبعض البنوك فيها ترفض التعامل مع الدولار الابيض القديم بحجة ان العملة متهالكة او انها متعفنة.
او انها غير صالحة للتداول . لكن وان وجد عفن فإن سبب هذا العفن في بعض فئات الدولار القديم ان وجد هو ناتج عن طريقة خزنه اما بين الملابس او في اكياس بلاستيكية مغلقة مما يمنع عنه التهوية ممايجعل النقود اي نقود تكتسب بعض العفن .ومع ذلك المواطن يحرص ان الدولار بطبعتية يباع ويشترى كطبعات سليمة خالية من اي عفن وقابل للتداول.
بشكل محدد رفض التعامل مع الدولار الابيض من قبل بعض البنوك او الايعاز للمختصين او للحاسب الالي للتخلص من الدولار الابيض او رفض قبولة إلا بسعر منخفض لدى الصرافين رغم ان البنوك تقبل حصرا من الشركات التي يتم التعامل معها الدولار الابيض ناتج عن اسباب مزاجية ونفسية وتعبير عن ضعف الانضباط المالي والنقدي لا اكثر ولا اقل. وتحدث مثل هذه الحالات في البلدان التي تتميز بندرة المعروض من الدولار وتلك التي تواجه ازمات اقتصادية وسياسية كاليمن وسوريا وليبيا ومناطق السلطة الفلسطينية على سبيل المثال وسبب بروز ظاهرة الدولار الابيض والدولار الازرق من خلال التعامل مع الطبعات الجديدة من الدولار ورفض التعامل مع الطبعات القديمة من الدولار الامريكي في هذه المناطق هو تعبير ايضا وبشكل اساسي عن ضعف السلطات النقدية في هذه البلدان .
في اليمن يتعامل الصرافين مع الدولار الامريكي الازرق ويرفضون التعامل مع الدولار الامريكي الابيض منذ حين ونفس الحال البنوك .اويقومون بشراء الدولار الابيض من المواطنين بسعر ناقص ومنخفض وعدم قبول الودائع بالدولار الابيض او منح الزبائن المدخرين الدولار الابيض عند السحب من ودائعهم ليس له اسباب اقتصادية او قانونية ماعدا سببه ضعف الانضباط المالي والمصرفي وهي في الاخير مشكلة نفسية..
لكن بشكل محدد ايضا وجود مثل هذه الظاهرة ربما يرجع الى ندرة المعروض من الدولار اولا وثانيا الى ضعف التقاليد المالية وتخلف الجهاز المصرفي وهي فوق ذلك تعبير عن ضعف السلطة النقدية والتي يفترض ان تلزم التجار والصرافين والبنوك بالتعامل مع الدولار الابيض من الطبعات القديمة سواء بسواء مع الدولار الازرق وتبادلة دون اي نقص .
في البلدان الخليجية وتلك البلدان المتطورة ماليا ورقي جهازها المصرفي وتلك التي لم تشهد ازمات اقتصادية وسياسية هذه الظاهر غير موجوده تماما .حيث يجري بسلاسلة التعامل مع طبعتي الدولار القديمة والجديدة على حد سواء مهما كانت حالة النقود.
في صنعاء ولان ظاهرة عدم التعامل مع الدولار الابيض اصبحت مترسخة وسط المتعاملين بسعر الصرف فقد الزم البنك المركزي هناك مؤخرا البنوك بالتعامل مع الدولار الابيض مع توفير بيانات كاملة عن حجم مخزوناتها من الدولار الابيض .
وفي عدن ومنذ وقت مبكر الزم البنك المركزي اليمني المعترف به دوليا جميع البنوك والصرافين والتجار بضرورة التعامل مع الدولار بطبعتية القديمة والجديدة لكن ضلت هذه الظاهرة مترسخة للاسف.
يبقى علينا التاكيد ان على البنوك والصرافين والتجار هذه المنظومة مجتمعة الالتزام بتوجيهات وقرارات البنك المركزي والتعامل مع النقود القانونية جميعها بغض النظر عن تاريخ طباعة هذه النقود لانه ببساطة ليست هناك اسباب اقتصادية او مالية او قانونية تدفعهم للخوف وبالتالي التمييز بين الطبعات النقدية القديمة والجديدة من النقود وعندما يتعلق الامر بالدولار الامريكي والذي لازال يشكل عملة العالم واحتياطة النقدي حتى اليوم فإن الضرورة تقتضي الالتزام .
د.يوسف سعيد احمد