لم أكن فحمانيا، كما أزعم أيضا أني لم ولن اتعصب قط لفريق أو ناد لدواع مناطقية أو جهوية ، غير أن مشاعري اليوم تبدو مختلفة، وربما أن ميولي أيضا تبدلت، وها أنا احتفل بفوز الفريق القادم من مودية في محافظة أبين على أهلي صنعاء وأمبراطورها المطرز بالنجوم والمواهب والألقاب، والمتفوق سلفا بموجب الأماني والتوقعات، بعد مواجهة أجزم أنها كانت بين المدربين أحمد علي قاسم ومحمد البعداني، قبل أن تكون بين 22 كوكبا على أرض الملعب الأولمبي في سيئون.
أما الأسباب في اختلاف مشاعري وتبدل عاداتي اليوم بالذات فهو اولا احترامي لكل فريق يراه الآخرون (صغيرا) ويأبى إلا أن يكون فوق الكبار وقبلهم، وأعتقد أن (فحمان) كان كذلك، وأيضا اعجابي الممزوج بالتقدير بالمدرب الشاب محمد حسن البعداني الذي عرف بلقب (بطل الصعود) لارتباطه بالأندية المغمورة ونجاحاته في قيادتها إلى مراتب متقدمة، قبل أن يبرهن على قدرات أكبر من المنتخبات الوطنية، و وصوله اليوم إلى مشارف المجد مع الفريق القادم من الريف.
كما لا أخفي توقي الدائم إلى المفاجآت في مثل هكذا مواعيد، وتعاطغي مع الفرق الأقل ترشيحا رغبة في معايشة التشويق خلال المباريات والاستمتاع بتلك المباريات، وليس تحيزا ضد الفرق الجماهيرية وصاحبة "التخمة" في المال والبنون.
لتلك الأسباب، وأسباب أخرى غيرها، من بينها أمنياتي بأن تجد محافظة أبين موطئ قدم على منصات التتويج بعد أن غابت شمسها بغياب فرس الرهان(حسان) وتواريه خلف المنغصات والأزمات، كان تفاعلي أكبر مع الفوز والتأهل الفحماني إلى نهائي المسابقة الكروية الأبرز في البلاد ، وكم ستكون سعادتي أعظم إذا ما حصد هذا الفريق ومدربه الجسور اللقب المستحق، لكني أيضا لن ابخس النادي العريق وحدة صنعاء حقه، فهو أيضا جدير بنيل اللقب عطفا على ماض مجيد وحاضر ترسمه باتقان مواهب تتدلى اليوم في عناقيد الكرة اليمنية بمختلف فئاتها السنية.
مبارك النصر المؤزر لفريق فحمان، التهنئة موصولة كذلك للطرف الآخر في النهائي فريق وحدة صنعاء، وحظ أوفر للأهلي والصقر طرفي النهائي الصغير.. وتذكروا فقط أن فحمان قد بلغ المجد اليوم حتى وإن لم يحالفه التوفيق في نهائي الأربعاء المفتوح على كل الاحتمالات.