يحمل اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كل عام الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمرأة في جميع أنحاء العالم ويجلب هذا اليوم أيضًا الوعي الدولي بالمساواة بين الجنسين، لقد حان الوقت أن ترفع النساء أصواتهن في كل مكان.
في معظم دول العالم تتمتع النساء بتأثير أكبر على القرارات التي تمس حياتهن، حتى في المجتمعات الأكثر تحفظًا تمكنت النساء والمدافعون عن النوع الاجتماعي من تقديم سياسات ونتائج أكثر إنصافًا.
وبغض النظر عن الجنس، يعد اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس 2022 لحظة فارقة (جميلة) بالنسبة لنا جميعًا للتفكير والاحتفال بالخطوات التي تم إحرازها في مجال تمكين المرأة على مستوى العالم معًا، حيث يمكننا المضي قدمًا وإحراز المزيد من التقدم في دعم حقوق المرأة اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا.
كما أن المساواة بين الجنسين تكمن في صميم حقوق الإنسان وهي الأساس الذي يمكن من خلاله تحقيق التنمية المستدامة، وبرغم أن النساء والفتيات يمثلن ما نسبته 50٪ من سكان العالم، إلا أنه وفي الغالب ما يتم اقصائهن من الساحة السياسية، كما يتم استبعادهن من عملية صنع القرارات التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهن، ولم يدرك العالم بعد أن زيادة المشاركة السياسية للمرأة وقيادتها من الآليات الحيوية التي تدعم المرأة في تحقيق حقوقها الإنسانية.
أثبتت زيادة مشاركة المرأة في القيادة وصنع القرار أهميتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم، وتوصلت الدراسات إلى أن التمثيل السياسي للمرأة من شأنه زيادة مشاركة المرأة في القوة العاملة بشكل عام، نظراً لحصتها في فرص العمل العامة المخصصة للمرأة.
كما أن العمل الفردي والجماعي للمرأة، سواء على الصعيد الرسمي أو من خلال نشاطها في المجتمع المدني و الاقتصادي يتيح فرصًا أكبر للمرأة للتعبير عن احتياجاتها ومطالبها، فغالبًا ما تنتظم النساء حول اهتماماتهن العملية، ولا سيما في حالة التعبئة الاجتماعية والاقتصادية و يجتمعن أيضًا للضغط من أجل المساواة بين الجنسين وتعزيز مصالحهن الاستراتيجية.
ويستلزم من تحقيق التغيير التفكير والعمل سياسيًا من أجل زيادة حضور المرأة وقيادتها وإعادة توزيع السلطة والموارد، إلا أن ذلك ما يُقابل غالبًا بالمقاومة التمنع ولذلك فإن المضي قدماً في المساواة بين الجنسين هو في الغالب نتيجة للعمل السياسي، وتحتاج المرأة إلى المساعدة في ذلك وليس إعاقتها ويشمل تسهيل الحوار الاستراتيجي وبناء الثقة والتحالفات إلى جانب دعم العمل الجماعي للمرأة والتعبئة الاجتماعية والسياسية.
وفى اليوم العالمي للمرأة هناك العديد من الاتجاهات التي يمكن اتخاذها لدعم التمكين السياسي للمرأة في اليمن وهي التغييرات الثقافية التدريجية التي تحتاج إلى ثبات، وحملات طويلة الأجل تشمل التغييرات المؤسسية في نظام تعليمي في ذات الوقت، كما أن هناك تدابير قوية من شأنها أن تؤيد سياسية تمكين المرأة بينما يحتاج المجتمع الدولي إلى مواصلة دعمه لتمكين المرأة من خلال التدريب والمشاريع وما من شأنه دعم المرأة في إثبات ذاتها، وفي كلتا الحالتين يحتاج البناء إلى تدخلات على القيم المحلية وحلول محلية، من أجل الحصول على شرعية وتأثير طويل الأمد.