قبل أيام رد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على المترشحين المنافسين له في الانتخابات : في عهدي رفعت التأمين الصحي إلى ١٠٠٪ ، إذ صار بمقدور المواطن الفرنسي تركيب اسنان أو عمل نظارة للعينين أو سماعة للأذنين بالمجان " .
في هذه البلاد لا أعلم لماذا يتقاتلون ؟ فالشعب صاحب المصلحة في أي ثورة أو جمهورية أو نظام حُكم مازال غائبا محرومًا من الحقوق الضرورية المتوافرة للكلاب والقطط والطيور .
وعندما نقارن حال اليمنيين مع جيرانهم أو سواهم من الشعوب المتحضرة فإن الواحد يتألم من البون الشاسع بين الحالتين ، إذ أن حكوماتنا المتعاقبة لم تستطع تأمين مواطنيها بالغذاء والدواء والغاز والماء والكهرباء والتعليم وسواها من الأشياء الضرورية لديمومة أي سلطة أو دولة .
عبد اللطيف الزيلعي واحد من شباب تهامة ، أعاد السمع لتهامي بسيط عاش ١٥ عامًا خارج التغطية ، أعطاه سماعة للأذنين لا غير .
حالة ثانية منحها نظارة للعينين ، وثالثة اسطوانة غاز لأسرة وجدها تعيش حياة الإنسان البدائي .
أما الحالة الخامسة فكانت عائلة تهامية تماثل كومة أبدان هزيلة مفترشة مأوى هو عبارة عن اطلال خرابة ، فلا جدران أو أبواب أو سقف يقيها من الشمس أو المطر .
اجتهد الشاب واستطاع شراء قطعة أرض وشيَّد فيها مسكنًا بسيطًا من اربع غرف شاملة الحمام والمطبخ ، إضافة إلى خزان الماء . تخيلوا أن الشخص جمع تبرعاته من خلال مشاهد اليوتيوب ، وبعد عامين عاد إلى العائلة كي ينقلها إلى فندق خمسة نجوم والذي عُدَّ لها دون معرفتها ..
اسأل وبحسرة ووجع : أي شعب نحن ؟ وعلام هذا الخراب والدمار والقتل ؟ فهذه البلاد لا يوجد بها نور اديسون الواصل الى كافة البقاع المظلمة ، كما ومعظم أهلها يعانون من وطأة الجوع والفقر والأمراض والجهل والإقتتال الدائب على السلطة والجبروت .
وبرغم هذه الويلات ما فتأنا جميعًا نزف القرابين تلو القرابين لأجل أن يستحكم فينا طغاة تلو الطغاة ، ويقينًا أن حذاء التهامي الزيلعي وأمثاله لهي أشرف وأنظف من وجوه أي حاكم تولى أو سيتولى شؤون هذه البلاد .
أين ذهبت أخلاقنا وقيمنا وديننا ، بل وأين إنسانيتنا ورجولتنا ؟!.
محمد علي محسن