ليس من مصلحة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد أكثر من غيره، فتح ملف ١٣ يناير ١٩٨٦م المشؤوم من أي ناحية اعلامية كانت، لأسباب يعرفها أكثر من غيره، وكونه بالأول والأخير،أحد مفجريها وأطرافها الرئيسيين المفترض أن يكونوا أكثر حرصا على طي ملفها الأسود وتعميق روح الوحدة الجنوبية وتعزيز كل جهود المصالحة الجنوبية وترسيخ مبدأ التسامح والتصالح الجنوبي وتجاوز كل صفحات ذلك الماضي الجنوبي الدموي الناجم عن ضيق أفق عقلياتهم السلطوية الأنانية التي انتجت أبشع مذبحة إجرامية في تاريخ اليمن والمنطقة، ومن الأحرى له ومن تبقى من رفاقه بالحياة،أن يكفوا الحديث عنها بتاتا، احتراما لمشاعر أهالي الضحايا وحتى لا يدفعون بسذاجة ساديتهم، الشعب الجنوبي المتضرر منها، إلى استكمال خطوة نكئهم للجراح، بالمطالبة بمحاكمتهم وتطبيق العدالة الإنسانية بحق كل من تبقى منهم على قيد الحياة وكان له دور في اغراق الجنوب بأقبح مرحلة سياسية دموية إجرامية شهدتها البلد وماحولها، رغم توقعي المسبق وجزمي بأن الرئيس علي ناصر، أذكى وأكبر من أن يستدرجه المليكي ليقول ما يريده أويحقق مبتغى قناة الجزيرة في فتحها بهذا التوقيت لأقبح ملف دموي يكاد الشعب الجنوبي أن يتجاوز آثاره وويلات مواجعه المؤلمة، التي تسعى القناة القطرية لنبشها إعلاميا بغرض التذكير الموجه وإحياء جذور الخلافات الجنوبية ومحاولة ربط الحاضر التعيس بذلك الماضي الدموي البائس وغير ذلك من أهداف وغايات سخف النية ولؤم المقصد المراد من خلاله التحري المزعوم عن مواجع مذبحة باتت في ذمة التاريخ وطواها الزمن وكل الجنوبيين دفعوا الثمن غاليا فيها وبعدالة الله.
#ماجد_الداعري