كتب /حيدره محسن القاضي
الى ارض الكنانة تشخص الأبصار وييمم العالم انظاره إلى طور سيناء، مجُمعاً على إنقاذ الكون من عبث سكانه واطماع الصناعات الكبرى, لدعم الدول النامية الفاغرة فاها والباسطة يدها منتظرة فرجا ,و قبسا من آمل , ينبثق عن مخرجات الجمع الشادون رحالهم من بقاع المعمورة الى هذا الوادي المميز, لعلهم يتجنبون الاصْطِلاءَ من تبعات الاطماع وقلة الحيلة..... من تخوم جبل الطور تتواصل فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 "مؤتمر الأطراف 27"، في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر, الدولة المستضيفة للمؤتمر هذا العام وفقا لنظام التناوب بين القارات ,بعد ان وقع الاختيار عليها باعتبارها الدولة الإفريقية الوحيدة التي أبدت رغبتها في استضافة المؤتمر , ويعد المؤتمر جزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بتغير المناخ، وبحث الحلول المطروحة لمواجهتها ,وايجاد الحلول اللازمة ,أهمها التخلص من من ظاهرة الاحتباس الحراري, وخفض انبعاث غازاته لتقليل درجة الحرارة العالمية من 2 درجة مئوية والوصول إلى 1.5 درجة مئوية , فوق المستوى الذى كانت عليه قبل الثورة الصناعية
وقد شهد المؤتمر عدد من الفعاليات والمبادرات لتشخيص الاعراض , وسبل علاجها لوضع معالم خارطة طريق عالمية، لوقف الاعتماد على الطاقة الأحفورية، وكيفية استغلال الطاقة النظيفة، الصديقة للبيئة , مشيرة كل الفعاليات باصابع الاتهام إلى الدول الصناعية الكبرى، التى كان كل اهتمامها الحصول على أعلى ربح فى أسرع وقت، دون توخي ما سيجره الاستهلاك المفرط للطاقة الأحفورية، ــ وعلى رأسها الفحم والبترول ــ من تهديد الجنس البشرى.
وتطالب مصر من خلال مفاوضاتها الدول المتسببة للتلوث البيئي ( الدول الصناعية الكبرى) ,دفع فواتير الخطر الذي احدثته تجاه الانسان على ظهر هذا الكوكب للوفاء بتعهداتها التي التزمت به في مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة للمناخ، حيث تعهد الموقعون بضخ مليارات الدولارات لمساعدة البلدان الفقيرة على التعامل مع تأثير تغير المناخ بتخصيص نحو 130 تريليون دولار كاستثمارات , من خلال تقديم ١٠٠ مليار دولار سنويا , للحد من انبعاثاتها التي لاتتجاوز 3% من إجمالي الانبعاثات العالمي. فالدول النامية هي الأقل سببا في إحداث التغيرات المناخية والأكثر تأثرًا بتبعاتها ,
يتزامن انعقاد مؤتمر المناخ هذا العام في ظرف دولي بالغ التحدي و غاية في التعقيد نتيجة الصراع المسلح بين روسيا وأوكرانيا وما خلفه هذا الصراع من تغيرات جذرية فى سياسات العالم كله وماسيترتب عنه من ازمات تتمثل بالانبعاثات الناتجة من الأعمال القتالية وأزمة الطاقة، وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية , تضاعفت معه معاناة الدول النامية وأصبحت غير قادرة الوفاء بمتطلبات واحتياجات شعوبها من الغذاء، بعد ان واجهت أيضًا أزمة التصحر في الأراضي الزراعية؛ نتيجة عدم قدرتها على مواجهة التغيرات المناخية , وقد يؤدي ايضا الى ازدياد سباق التسلح فى العالم وما يرتبط به من تجارب.
كنت قد شاركت في احد ايام هذا المحفل العالمي المنعقد في ارض سيناء الامنة في يوم التمويل الذي يعد اهم ايام مؤتمر المناخ ويهدف إلى تحفيز التمويل المناخى، لتقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمارات المناخية فى الدول النامية، ودعمها فى التنمية والتصنيع من خلال مسارات عادلة فى إطار ما أقرته اتفاقية باريس للمناخ ودفع الأطراف ذات الصلة للقيام بدورها من منطلق المسئولية المشتركة والمتباينة..
كنت قد تجولت في اجنحة المعرض الذي يضم مايقارب 197دولة , وحضور ٤١ الفًا من كل بقاع المعمورة ,يحوي المعرض على اجنحة عدة , المنطقة الزرقاء والخضراء , والاجنحة الحكومية والمنظمات الاهلية , واماكن للندوات , والمناقشات و العديد من من القاعات المخصصة للمؤتمرات الصحفية وجلسات العمل، والموائد المستديرة ..تنظيم في غاية الاتقان ,واعداد راقي مذهل يعكس قدرة وكفاءة الأجهزة المصرية في التعامل مع هذا النوع من الأحداث الدولية الكبرى , ومن أهم ما لفت نظري ايضا البنية التحتية المتكاملة لهذا الموقع الجغرافي المتميز شرم الشيخ....