التاريخ يعيد نفسه عبارة قالتها العرب ورددتها العجم حتى اصبحت مقولة يتداولها الناس في كل مكان وزمان، وعلى الرغم من قدم هذه المقولة، الا ان صداها ما زال يتردد في كل حدب وصوب، والسبب هو ان هذه المقولة تعد الاكثر صدقا والاوسع انتشارا. المغرب اليوم يجتاح الاندلس ويعيد الى الاذهان زهو الامجاد والانتصارات العربية في الجزيرة الخضراء، كما كان يسميها اجدادنا الافذاذ، الذين امتطوا صهوات خيولهم وعبروا البحر الابيض المتوسط الى الساحل الاوروبي حيث الجزيرة الخضراء، التي سمها اجدادنا بالاندلس.
من المغرب العربي انطلقت الجيوش العربية بقيادة الفارس البطل طارق بن زياد بتوجيهات من القائد المحنك موسى بن نصير، الذي كان واليا على بلاد المغرب العربي انذاك. اليوم يعيد التاريخ نفسه ويجتاح المغرب بلاد الاندلس، لكن هذه المرة باقدام المنتخب المغربي لكرة القدم، الذي تألق في مونديال قطر 2022م. انه اجتياح من نوع جديد، اجتياح كروي تابعه الملايين عبر الشاشات في كل انحاء العالم. ابطال هذه الملحمة ليس طارق بن زياد او موسى بن نصير. انها ملحمة من نوع اخر، ملحمة رياضية كروية ابطالها هم اعضاء المنتخب المغربي، الذين قهروا الاحتكار الاوروبي للبطولات العالمية.
ابطال هذه الملحمة كما اسلفنا هم لاعبوا المنتخب المغربي وابرزهم ياسين بونو الحارس المتألق، الذي سطع نجمه في سماء مونديال قطر، وكان بحق الحارس الامين لشباك المنتخب المغربي. رومان سايس، الذي لا غنى عنه في الدفاع والمساندة الهجومية والقدرة الخارقة في تسجيل الاهداف بالرأس. أشرف حكيمي، الذي يمتلك قدرات هجومية كبيرة، ويعد حكيمي من اهم عناصر المنتخب المغربي. سفيان أمرابط، نجم خط الوسط، يتميز بقدرته الفائقة على ايقاف هجمات الخصوم عن طريق قطع الكرات واغلاق زوايا التمرير. سفيان بوفال، وهو الجناح الايسر للمنتخب المغربي واحد اهم عناصر الفريق في الهجوم.
المغرب يجتاح الاندلس من جديد وهو بذلك يعيد للعرب انتصاراتهم وامجادهم في الجزيرة الخضراء والقارة الاوروبية. فبعد ان تألق المنتخب المغربي في مباراة بلجيكا والصعود الى دوري ال 16 تمكن من سحق اسبانيا في كلات الجزاء التي اذهلت الملايين عبر العالم من عشاق الساحرة المستديرة. واليوم توج المغرب انتصاراته بسحق البرتغال والاجهاز على ما تبقى من الاندلس والصعود الى دوري النصف النهائي لأول مرة في تاريخ كرة القدم، والان نحن نتوقع ان يجتاح المغرب ما تبقى من جيوب في القارة الاوروبية لتصبح البطولة عربية ويعود الحق الى اهله.